آخر تحديث :الأربعاء-23 يوليو 2025-09:53م
أخبار وتقارير

حملة حوثية تكمّم أفواه النخبة وتحوّل الجامعات إلى مصانع تزوير

الأربعاء - 23 يوليو 2025 - 10:01 ص بتوقيت عدن
حملة حوثية تكمّم أفواه النخبة وتحوّل الجامعات إلى مصانع تزوير
عدن الغد – خاص

في مشهد يختصر حجم القمع المتصاعد في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تعيش محافظة إب واحدة من أوسع حملات الاعتقال والاختطاف التي تطال النخبة الأكاديمية والمهنية، وسط صمت دولي مطبق، ما دفع ناشطين إلى وصف المدينة بأنها تحوّلت إلى "سجن كبير مفتوح على العتمة".


وبحسب تقارير ميدانية موثقة، شنت مليشيا الحوثي عبر جهازها الاستخباراتي حملات دهم عشوائية لمقار أعمال ومنازل مواطنين، اختطفت خلالها عشرات الموظفين الحكوميين والمهنيين، من بينهم أطباء ومحامون وأساتذة جامعيون وخطباء، دون أي سند قانوني.


في إحدى أبرز الحالات، تم اختطاف الموظف نشوان الحاج من داخل فرع بنك سبأ الإسلامي أمام زملائه، كما اختطف الطبيب محمد الشارح من مقر عمله، واعتُقل حمود المقبلي، مدير شؤون الموظفين في جامعة العلوم والتكنولوجيا، إلى جانب موظفين آخرين بينهم معاقون ومرضى.


12 معتقلاً سرياً وتقرير يدوّي بالرعب

وكشفت "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" في تقرير صادم، عن وجود 12 سجناً سرياً داخل إب تُمارس فيها الجماعة أبشع صنوف التعذيب الجسدي والنفسي بحق المعتقلين، بهدف انتزاع اعترافات قسرية.


ووثّق التقرير 83 حالة اعتقال خلال أربعة أشهر، شملت تربويين، طلاباً، أطباء، وحتى أطفالاً وباعة متجولين. كما أشار إلى تنفيذ مئات المداهمات ونهب ممتلكات خاصة، مع إخفاء المعتقلين قسراً ونقلهم إلى أماكن مجهولة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.


تزوير أكاديمي فجّ وعبث بالجامعات

في فضيحة أخرى تهز الأوساط الأكاديمية، كشفت مصادر مطلعة عن تورط كلية القانون بجامعة إب في عمليات تزوير لنتائج طلاب محسوبين على قيادات حوثية، تم خلالها تجاوز القوائم الرسمية للامتحانات وتسريب درجات ومنح شهادات جامعية غير قانونية.


وأكد أساتذة داخل الجامعة أن الفضيحة جاءت نتيجة ضغوط مباشرة من قيادات في صعدة، في مشهد يعيد للأذهان واقعة منح درجة الماجستير لقيادي الجماعة مهدي المشاط رغم افتقاده للمؤهلات الأساسية.


دعوات للمحاسبة وتنديد بحقوقي

طالبت "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" المنظمات الدولية بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل للضغط على الحوثيين من أجل الإفراج عن المختطفين، ووقف الانتهاكات المتكررة ضد المدنيين والنخب.


وأكّد حقوقيون يمنيون أن ما يجري في إب ليس حالة استثنائية، بل نموذج مصغّر لما يحدث في المحافظات الأخرى تحت سيطرة الجماعة، حيث تحوّلت مؤسسات الدولة إلى أدوات قمع، والجامعات إلى منصات دعائية بوجه علمي زائف.


إب، التي كانت يوماً مدينة للتنوير والعلم، تختنق اليوم تحت وطأة الخوف والتزييف، فيما يواصل المجتمع الدولي مراقبته الباردة، تاركاً الضحايا يصرخون في العتمة.