يعاني زميلنا الإعلامي والمصور التلفزيوني البارز، مصطفى السقاف، منذ أكثر من عام من مرض مؤلم يُعرف بـ"العصب الخامس"، الذي أرهقه جسديًا ونفسيًا، وجعله غير قادر على تناول الطعام. ورغم المناشدات المتكررة من الصحفيين والإعلاميين للسلطة المحلية بمحافظة أبين ووزارة الإعلام والثقافة، لم تلقَ تلك النداءات أي استجابة، ليظل السقاف وحيدًا في مواجهة دوامة من المعاناة والتجاهل.
بصيص الأمل لاح في الأفق، عندما قام مدير إعلام محافظة أبين، الدكتور ياسر باعزب، بزيارة شخصية للسقاف، إلى جانب جهود مشكورة بذلها الصحفي علي منصور مقراط، حيث أثمر هذا التحرك عن توفير دعم مالي ساعده على السفر إلى محافظة حضرموت.
وهناك، بدأت حالته الصحية في التحسن تدريجيًا بعد خضوعه لعلاج أولي، إلا أن الأطباء أوصوا بعودته مجددًا لاستكمال العلاجات تحت إشراف طبي دقيق. لكن الظروف المادية كانت أقسى من المرض، فتكاليف السفر والإقامة والعلاج تفوق قدراته بشكل كبير، مما أعاق استكمال رحلة العلاج.
اليوم، التقيت بالسقاف… رأيت الألم يمشي على قدميه. خطواته بطيئة، وملامحه منهكة بوضوح. سألته: لماذا لا ترتاح في منزلك؟ فأجابني بنبرة حزينة:
"ومن سيتكفل بقوت الأسرة؟ أبنائي طلاب، والرواتب مقطوعة، ووضعنا المادي صفر، يا أخي… الصعوبات لا تُطاق. وإن رقدت، سينهشني المرض أكثر… أنا أراه، ما إن أرخي له قليلاً حتى لا يتركني."
هذه الكلمات تختصر مأساة رجل خدم الإعلام الوطني بإخلاص، وكان دائمًا إلى جانب زملائه المصورين، يسابق الزمن لإيصال الخبر بموضوعية عبر شاشة تلفزيون عدن. ويُعد السقاف من أبرز المصورين الرياضيين الذين أبدعوا في تقديم المحتوى الفني للمباريات والفعاليات، كما يحمل شهادات رفيعة في التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني من جمهورية مصر العربية، ومن معاهد إعلامية محلية.
اليوم، نوجه مناشدتنا مجددًا، أولًا إلى الدكتور ياسر باعزب، ومن خلاله إلى محافظ محافظة أبين، اللواء الركن أبوبكر حسين سالم، الذي عهدناه داعمًا دائمًا للإعلاميين. كما نوجّه النداء إلى معالي وزير الإعلام والثقافة، الأستاذ معمر الإرياني، وإلى كل يد بيضاء تستطيع أن تمتد لإنقاذ حياة هذا الإعلامي الذي بات الألم ملازمًا له، فيما الصمت يخيّم على واقعه