قال الشاعر: لو يطرحوا في يميني حبيلهم والحسيني ما بيع غالي بدون.. في هذا البيت الشعري تتجلي معاني الوفاء والانتماء... ويقصد الشاعر بالحبيل بستان الحبيل المشهور الذي كان على ضفة وادي كبير مقابل بستان الحسيني الذي يقع على الضفة الشرقية.
و الحبيل هي تلك المساحة المنبسطة التي تحيط بها الأراضي الزراعية وما يعانقها من أشجار النخيل المعمرة التي لازالت في محيط المنطقة من جميع الاتجاهات الى يومنا هذا و كان السبب الرئيسي في بقاءها هو قناة الحبيل.. وما الحبيل الا عروسة جمالها بنخيلها وقال الشاعر (انت عنب في الحسيني ولا خريف بالحبيل)..
و منطقة الحبيل ضمن قرى مديرية تبن محافظة لحج وتقع على الضفة الغربية شمال غرب مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج وجاء تسميتها تماشيا مع موقعها الجغرافي الذي يتميز بعلو نسبي وتضاريس مائلة باتجاه الوادي وهي قرية مأهولة بالسكان منذ السلطنة العبدلية والى يومنا هذا وذكر اسم الحبيل في العديد من الاشعار المخلده للقمندان ومنها ومن سكن حبيل بن عبدالله وقرية بن زياد.
و تعد الحبيل من القرى الخصبة في مديرية تبن بمحافظة لحج، وقد أنعمت عليها الطبيعة بتربة كريمة غنية بالعناصر التي تجعلها من أفضل الأراضي الزراعية في المنطقة.
يعتمد سكانها بشكل أساسي على الزراعة، حيث يحرثون الأرض ويزرعون فيها مختلف أنواع الفواكه، والذرة وغيرها من المحاصيل التي تصدر إلى مختلف أنحاء البلاد وتتنوع طرق الري في المنطقة، فمنها ما يسقى موسميا بالسيول ومنها ما يعتمد على ينابيع الآبار التي تغذي الأراضي على مدار العام.
ولا يقتصر غنى الحبيل على الأرض فقط بل يمتد إلى عمق التاريخ حيث قامت على ترابها حضارات قديمة في مناطق مثل:
كدمة الساف، المجنح، ثرى، الجنيب، وهي مواقع مندثرة ومترامية الأطراف كانت تعتمد هي الأخرى على حراثة الأرض والزراعة كمصدر رئيسي للحياة.
تظل الحبيل شاهدة على تلاحم الإنسان مع الأرض وعلى حضارات راسخة زرعت المجد بعرقها وجعلت من هذه البقعة الصغيرة إحدى أيقونات العطاء في أرض لحج الخضراء.