آخر تحديث :الخميس-10 يوليو 2025-08:19م
أدب وثقافة

قصيدة/ مركب الحنين

الخميس - 10 يوليو 2025 - 12:07 م بتوقيت عدن
قصيدة/ مركب الحنين
(عدن الغد)خاص:

لِـحَـاظُكِ حِـيـنَ لِـحَـاظِي تُـعَاتِبْ

تُـدَغْدِغُ وَجْـدِي كَـلَسْعِ الْـعَقَارِبْ

-

كَــأَنَّ الـدُّمُوعَ انْـسَكَبْنَ اشْـتِيَاقًا

كَشَلَّالِ مَاسٍ عَلَى الْخَدِّ سَاكِبْ

-

إِذَا مَـــا نَــظَـرْتُ لِـعَـيْـنَيْكِ حَـــالًا

تَـتِـيهُ الْـخَـيَالَاتُ بَـيْـنَ الْـغَـيَاهِبْ

-

فَـمِـنْ نَـظْرَةٍ مِـنْكِ تَـنْثَالُ رُوحِـي

وَتَـنْـزَاحُ مِـنْـهَا جَـمِـيعُ الـرَّوَاسِبْ

-

أُعَـانِـقُ فِـيـكِ اشْـتِـعَالَ الْـوُجُـودِ

فَفِيكِ مِنَ السِّحْرِ أَقْوَى الْعَجَائِبْ

-

أُحِـبُّـكِ... حَـتَّى احْـتِرَاقِ الْـخَيَالِ

وَيَـهْرُبُ مِـنِّي الْـكَلَامُ الْـمُنَاسِبْ

-

وَأَمْـضِـي لِـحَـدِّ انْـكِـسَارِ الْأَنِـيـنِ

فـأُصْـغِي إلـيـه إِذَا مَــا يُـخَـاطِبْ

-

أُخَــبِّـئُ فِـيـكِ ارْتِـجَـافَ الـدُّهُـورِ

وَأُشْـعِلُ فِـيكِ احْـتِرَاقَ الْـمَوَاكِبْ

-

وَإِنْ قُــلْـتُ: إِنِّـــي أُحِــبُّـكِ جِــدًّا

تَـهَـدَّجَ صَـوْتِيَ كَـصَوْتِ الْـمُحَارِبْ

-

أَمُــرُّ عَـلَى صَـهْوَةِ الـلَّيْلِ وَحْـدِي

وَرُوحِــي لِـطَـيْفِكِ دَوْمًــا تُـدَاعِبْ

-

يُــرَفْـرِفُ قَـلْـبِـي كَـطِـفْـلٍ غَـرِيـرٍ

يُـرِيـدُ الـنُّـجُومَ وَبَـعْـضَ الْـكَوَاكِبْ

-

وَفِــي الْـحُلْمِ، وَجْـهُكِ بَـدْرٌ بَـعِيدٌ

يُـشَعْشِعُ صَـمْتِي، كَبَرْقٍ يُخَالِبْ

-

فَـمَـا بَـيْـنَ حُـلْـمٍ وَصَـحْوٍ خَـجُولٍ

كِـيَـانِي تَـهَـاوَى بِـكُـلِّ الْـجَـوَانِبْ

-

إِذَا مَــا افْـتَـرَقْنَا، يَــذُوبُ الـصَّـبَاحُ

وَيَـطْغَى الْـمَسَاءُ بِـلَيْلِ الـرَّغَائِبْ

-

وَأَبْـكِي عَـلَى شَـفَةٍ مِـنْ عَقِيقٍ

أَخَــافُ انْـقِـطَاعَ خُـيُوطِ الْـعَنَاكِبْ

-

وَكَــيْـفَ أُطَـفِّـئُ بُـرْكَـانَ وَجْــدِي

وَأَنْــتِ كَـنَهْرٍ مِـنَ الـشَّمْعِ ذَائِـبْ

-

فَـلَا تَـعْجَبِي إِنْ تَـمَادَى جُـنُونِي

وَلَا تَسْكُبِي فَوْقَ ناري الْمَصَائِبْ

-

أَنَـا ابْـنُ الْـفُرَاتِ، الْـجَرِيحُ الْحَزِينُ

تَعَوَّدْتُ فِي الْحُبِّ أَلْقَى الْمَتَاعِبْ

-

وَلَـكِـنْ بِـرَغْـمِ الْأَسَــى وَالْـجِرَاحِ

إِذَا مَـا عَـشِقْتُ نَـسِيتُ الْعَوَاقِبْ

-

فَمَا عُدْتُ أَخْشَى الْمَدَى وَالرِّيَاحَ

إِذَا كَـانَ وَعْـدُكِ خَـلْفَ الْسَّحَائِبْ

-

سَـأَعْـبُرُ رَغْــمَ اضْـطِـرَابِ الْـبُحُورِ

وَأُحْــرِقُ خَـلْفِي جَـمِيعَ الْـقَوَارِبْ

-

تُـهَـدْهِدُنِي غُـرْبَـةٌ فِــي الْـعِظَامِ

وَخَــوْفٌ يُـعَـسْكِرُ فَـوْقَ الْـمَنَاكِبْ

-

فَــلَا تَـسْأَلِينِي: لِـمَاذَا الـنُّحِيبُ؟

وَهَـمُّ الْـخَلَائِقِ فِـي الـصَّدْرِ لَازِبْ

-

سَـأَلْتُ الْـحَنِينَ: أَمَـا مِـنْ طَرِيقٍ

نَـعُـودُ بُـعَـيدَ احْـتِـرَاقِ الْـمَرَاكِبْ؟

-

فَـقَـالَ: الـطَّـرِيقُ ضَـبَـابٌ كَـثِـيفٌ

يُـخَـبِّئُ وَجْــهَ الْـحَبِيبِ الْـمُرَاقِبْ

-

فَـعُدْتُ إِلَـى الْـحُزْنِ أَمْـشِي إِلَيْهِ

كَــأَنَّ الـرُّجُـوعَ طَــوَافُ الـرَّواهِـبْ

-

فَـتَـغْـمُرُنِي ضَــجَّـةٌ مِــنْ نُــدُوبٍ

وَأَفْـنَيْتُ عُـمْرِي كَطِفْلٍ مُشَاغِبْ

-

فــمَـا الْـحُـبُّ إِلَّا كَـمِـلْحِ الْـحَـيَاةِ

مُـحَـالٌ سَـتَحْلُو بِـغَيْرِ الْـمَصَاعِبْ

---

من/ عـبـدالـناصر عـلـيـوي الـعـبـيدي