آخر تحديث :الأحد-06 يوليو 2025-08:22م
إقتصاد وتكنلوجيا

"OpenAI" تراهن على الولاء وبناء المواهب بدلًا من مغريات "ميتا" المالية

الأحد - 06 يوليو 2025 - 04:01 م بتوقيت عدن
"OpenAI" تراهن على الولاء وبناء المواهب بدلًا من مغريات "ميتا" المالية
عدن الغد- متابعات

في سباق وادي السيليكون المحموم على التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، تُعدّ الرواتب الباهظة جزءًا من جهود التوظيف في هذا القطاع.

أما في "OpenAI"، فيسعى برنامج الإقامة البحثية للشركة إلى جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها من خلال البحث عن مواهب من خارج القطاع تمامًا.

ويُتيح هذا البرنامج، الذي يستمر ستة أشهر بدوام كامل مدفوع الأجر، للباحثين الطموحين في الذكاء الاصطناعي من مجالات قريبة، مثل الفيزياء أو علم الأعصاب، مسارًا لدخول هذا المجال، بدلًا من استقطاب أفراد منخرطين بالفعل بعمق في أبحاث الذكاء الاصطناعي ويعملون بالمجال.

ووفقًا لجاكي هيهير، مديرة برنامج الإقامة البحثية في "OpenAI"، فإن المشاركين في البرنامج ليسوا من الساعين للحصول على درجة الدكتوراه في تعلم الآلة أو الذكاء الاصطناعي، ولا هم موظفون في مختبرات ذكاء اصطناعي أخرى، بحسب تقرير لمجلة فورتشن، اطلعت عليه "العربية Business".

وبدلًا من ذلك، قالت هيهير في جلسة تعريفية بالبرنامج، إن المشاركين به "هم أشخاص شغوفون للغاية بهذا المجال".

ما الفائدة التي تجنيها "OpenAI"؟

يبدو أن "OpenAI" تسعى من هذا البرنامج إلى الوصول إلى مواهب واعدة بتكلفة منخفضة نسبيًا.

وفي حين يضع الراتب المكون من ستة أرقام المشاركين في برنامج "OpenAI" ضمن أعلى 5% من القوى العاملة في الولايات المتحدة من حيث الدخل، فهو يُعد مقايضة في عالم الذكاء الاصطناعي النخبوي، حيث تدفع المنافسة الشرسة على المواهب بعض الشركات إلى تقديم مكافآت تصل إلى تسعة أرقام.

ومن خلال توفير موطئ قدم في عالم الذكاء الاصطناعي، يبدو أن "OpenAI" تسعى إلى تنمية المواهب في مجالات متجذرة بعمق في مهمة الشركة.

ولطالما كانت هذه الاستراتيجية، التي يقودها الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان، جزءًا لا يتجزأ من نهج "OpenAI" للاحتفاظ بالموظفين ودفع عجلة الابتكار.

ووصف أحد موظفي "OpenAI" السابقين، لموقع بيزنس إنسايدر، ثقافة الموظفين داخل الشركة بأنها "مهووسة بالمهمة الفعلية المتمثلة في تطوير الذكاء العام الاصطناعي".

تفاصيل البرنامج

سواءً كان دافعهم تحقيق هذه مهمة أم لا، سيحصل المشاركون في برنامج الإقامة لـ "OpenAI" أيضًا على مكافآت مجزية، حيث سيتلقون سنويًا مبلغ قدره 210 ألف دولار، أي ما يعادل حوالي 105 ألف دولار للبرنامج الذي يستمر ستة أشهر. وستغطي الشركة أيضًا تكاليف الانتقال إلى سان فرانسيسكو.

وبخلاف التدريب الداخلي، يُعامل البرنامج المشاركين كموظفين كاملي الأهلية، مع مجموعة كاملة من المزايا. ويحصل كل مشارك يُحقق أداءً جيدًا على عرض عمل بدوام كامل. وقبل جميع المقيمين الذين تلقوا عروض عمل بدوام كامل حتى الآن هذه العروض، وفقًا لهيهير.

وتستقبل الشركة سنويًا حوالي 30 مشاركًا في برنامج الإقامة.

تُعدّ المؤهلات المطلوبة لبرنامج الإقامة من "OpenAI" غير تقليدية نوعًا ما.

وتدعي الشركة عدم وجود أي متطلبات رسمية من حيث التعليم أو الخبرة العملية. وبدلًا من ذلك، تقول إن المشاركين لديهم "معايير تقنية عالٍية للغاية" تعادل ما تبحث عنه في موظفيها بدوام كامل، خاصة في ما يتعلق بالرياضيات والبرمجة.

وقالت هيهير: "بينما لا تحتاج إلى حمل شهادة في الرياضيات المتقدمة، تحتاج إلى أن تكون مرتاحًا تمامًا (في التعامل) مع مفاهيم الرياضيات المتقدمة".

نهج "ميتا"

في الوقت الذي تسعى فيه "OpenAI" لبناء المواهب من الصفر، تبذل منافستها "ميتا" قصارى جهدها لاستقطاب أفضل المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أفادت تقارير بأن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لميتا، حدد شخصيًا أفضل موظفي "OpenAI" ضمن ما وصفه أشخاص مطلعون على الأمر بـ"القائمة"، وحاول استقطابهم بعروض تتجاوز 100 مليون دولار كمكافآت توقيع.

ويمكن أن تصل حزم المالية من "ميتا" لكفاءات الذكاء الاصطناعي إلى أكثر من 300 مليون دولار على مدار أربع سنوات للباحثين المتميزين.

وقد أشعل هذا التدفق النقدي ما وصفه بعض المطلعين بـ "صيف الخوف من تفويت فرص المكافآت الكبرى"، حيث يوازن متخصصو الذكاء الاصطناعي بين البقاء على ولائهم لأصحاب عملهم الحاليين أو المغادرة للحصول على رواتب غير مسبوقة.

وحققت أساليب زوكربيرغ بعض النجاح، حيث استقطبت عددًا من موظفي "OpenAI" للانضمام إلى فريق الذكاء الفائق الجديد في"ميتا". وردًا على خبر مغادرة الموظفين، قال مارك تشين، كبير مسؤولي الأبحاث في "OpenAI"، للموظفين إن الأمر كما لو أن "أحدهم اقتحم منزلنا وسرق شيئًا".

وفي غضون ذلك، وصف ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ"OpenAI"، أساليب التوظيف التي تتبعها "ميتا" بأنها "مجنونة"، محذرًا من أن المال وحده لن يضمن أفضل الكفاءات. وقال ألتمان للموظفين في مذكرة داخلية سُربت قبل أيام: "ما تفعله ميتا سيؤدي، في رأيي، إلى مشكلات ثقافية عميقة للغاية".

وفي نهاية المطاف، قد يثبت نهج بناء مواهب جديدة، بدلًا من الدخول في سباق عروض مالية كما تفعل "ميتا"، أنه مسار أكثر استدامة لـ"OpenAI" في سعيها للحفاظ على تركيزها الكبير على رسالتها، في وقت يواجه في القطاع ندرة في المواهب المتميزة.

وتشير التقديرات إلى وجود حوالي ألفي شخص فقط حول العالم قادرين على دفع حدود النماذج اللغوية الكبيرة وأبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدمة. ولا يزال من غير المعروف ما إذا كانت المواهب التي يقوم ألتمان و"OpenAI" بتنشئتها ستظل وفية للشركة، لكن ألتمان يقول إن أصحاب الرسالة سيتغلبون على الساعين وراء المال في مجال الذكاء الاصطناعي.