آخر تحديث :الإثنين-23 يونيو 2025-08:21م
حوارات

قائد المقاومة التهامية: من حق تهامة أن تكون شريكًا حقيقيًا في القرار، لا مجرد قوة منفذة

الإثنين - 23 يونيو 2025 - 03:50 م بتوقيت عدن
قائد المقاومة التهامية: من حق تهامة أن تكون شريكًا حقيقيًا في القرار، لا مجرد قوة منفذة
(عدن الغد) خاص:

حاوره/ نشوان سليمان


في ظل واقع متداخل بين تعقيدات المشهد العسكري وارتباك الخارطة السياسية في الساحل التهامي، تبرز المقاومة التهامية كأحد أبرز الفاعلين الميدانيين، الذين ما زالوا يتمسكون بخيار التحرير واستعادة القرار التهامي بعيدًا عن التهميش والوصاية. ومع تنامي الحديث عن ترتيبات جديدة على الأرض، واستمرار الجدل حول التمثيل التهامي في التشكيلات العسكرية المختلفة، أجرى موقع "عدن الغد" حوارًا خاصًا مع القائد العام للمقاومة التهامية، كشف خلاله عن رؤية واضحة لمستقبل تهامة، وحدد موقف المقاومة من التحالفات، ومن التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه أبناء تهامة





■بدايةً، كيف تقيمون المشهد العام في

الساحل التهامي في ظل التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة؟



● المشهد في الساحل التهامي يمر بمرحلة مفصلية هناك تشابك في الملفات السياسية والعسكرية وتأثير مباشر لمعادلات إقليمية ووطنية على الداخل التهامي ورغم التعقيدات ما زال أبناء تهامة ثابتين على مطالبهم العادلة في تحرير أرضهم وأنصاف قضيتهم.

■. كيف تشكلت المقاومة التهامية ؟



.● تشكلت المقاومة التهامية منذ اللحظة الأولى لانقلاب الحوثيين وسيطرتهم على محافظة الحديدة كرد فعل مباشر.في وقت تخلت فيه الجهات المسؤولة عن أداء واجبها في الدفاع عن المحافظة انطلق الحراك بتشكيل مقاومة من قلب المدينة وخضنا مواجهات مباشرة قبل أن ننتقل إلى تنفيذ عمليات نوعية أكثر دقة وفعالية ومع تطور الأوضاع تلقينا توجيهات بالخروج إلى عدن بهدف إعادة ترتيب الصفوف والتدريب والحشد استعدادًا لمعركة التحرير وقد أثمرت الجهود بتحرير الجزر التهامية الاستراتيجية بالإضافة إلى استعادة مساحات واسعة من الساحل حتى وصلنا إلى مشارف مدينة الحديدة.


■ كيف تنظرون إلى انسحاب قوات المقاومة التهامية من الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم؟


● نعتبره انسحابًا قسريًا فُرض بإرادة خارجية، ولم يكن قرارًا تهاميًا. التهاميون لم يُستشاروا واليوم يدفعون الثمن من أمنهم ومعيشتهم.

في يوم الانسحاب كانت المقاومة التهامية آخر من غادر الميدان، حيث تصدّت لمحاولة حوثية خطيرة للسيطرة على بقية المناطق حتى الوصول إلى باب المندب، وقد ارتقى في تلك اللحظات خيرة أبطالنا وعلى رأسهم القائد الشهيد هيثم بري وهو ما يؤكد أن تهامة دفعت أثمانًا باهظة لحماية الساحل.

نطالب بإعادة النظر في الاتفاق بما يضمن مصالح سكان الحديدة.




■ ما تقييمكم لمدى التزام الأمم المتحدة بتنفيذ اتفاق ستوكهولم؟


● للأسف اتفاق ستوكهولم لم يُنفذ بمضمونه ولم يتم الالتزام ببنوده من قبل الطرف الحوثي في ظل غياب آليات رقابة فعالة من الأمم المتحدة.

أما تهامة فقد تُركت دون مظلة حماية دولية حقيقية، وهذا ما يضاعف من معاناة أبنائها.


■ كيف انعكس انسحاب القوات المشتركة من مدينة الحديدة على الوضع الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؟


● الانسحاب فاقم الوضع الإنساني إذ استغلته جماعة الحوثي لتعزيز قبضتها الأمنية والعسكرية على المدنيين مما أدى إلى مزيد من الانتهاكات والتضييق وتقييد وصول المساعدات، وتزايد في حالات القمع والاعتقال.






■ كيف ترون تواجد العميد طارق صالح في الساحل التهامي؟ هل يشكل عائقًا أمام المقاومة التهامية؟




●نحن في المقاومة التهامية نركز على هدفنا في تمكين أبناء تهامة واستعادة حقوقهم وتواجد العميد طارق صالح في الساحل يأتي في سياق واقع معقد فرضته الحرب. لسنا في صدام مع أحد، لكننا نؤمن أن أي وجود لا يحترم إرادة التهاميين وحقهم في إدارة مناطقهم لن يكون عامل استقرار.

لا يوجد ما يعيق أبناء تهامة عن القيام بدورهم الكامل في مواجهة المشروع الإجرامي الحوثي لكن استكمال هذا الدور يتطلب دعمًا مستقلاً يعزز من قدرات المقاومة التهامية ويمكنها من أداء واجبها الوطني ضمن رؤية واضحة وشراكة متوازنة تحترم التضحيات ولا تتجاوز أصحاب الأرض.



■ ماسبب موقفكم الرافض لتواجد وهيمنة طارق عفاش على الساحل التهامي؟



●موقفنا يعبر عن تمسكنا بحقوق تهامة وكرامة أبنائها وهو موقف وطني لايقاس بثمن. هدفنا شراكة حقيقية تقوم على الاحترام المتبادل وتعزز وحدة وقوة تهامة بعيدا عن أي ضغوط او مصالح شخصية





■ كيف تفسرون انضمام بعض الألوية التهامية لصفوف طارق صالح؟


●انضمام عدد من الألوية التهامية جاء في ظل ظروف ميدانية لا تعكس بالضرورة إرادتهم الكاملة نحن نثق أن ولاءهم الحقيقي لأرضهم وقضيتهم وما نأمله هو أن تُحترم هذه التضحيات ويُمنح أبناء تهامة حقهم الطبيعي في إدارة شؤونهم وتمثيل أنفسهم بما يليق بتاريخهم النضالي.


■يطرح كثيرون تساؤلات حول طبيعة التمثيل التهامي داخل التشكيلات العسكرية التابعة لطارق صالح.. ما تعليقك؟



●نحن نحترم كل الجهود المبذولة في إطار مواجهة الميليشيات الحوثية لكن من الطبيعي أن يطرح أبناء تهامة تساؤلاتهم حول مستوى تمثيلهم داخل المقاومة الوطنية.

تهامة قدّمت رجالها ودماءها ومن حقها أن تكون شريكًا حقيقيًا في القرار، لا مجرد قوة منفذة ونؤكد أن مطالب التهاميين بالتمثيل والقيادة ليست موجهة لتشكيل او قوى بعينها بل دعوة عامة لضمان العدالة والشراكة في كل الجبهات.


■ هل هناك خطوط حمراء فيما يتعلق بالتنسيق أو الاندماج مع قيادة طارق صالح؟


●الخطوط الحمراء بالنسبة لنا هي احترام حقوق أبناء تهامة وتمثيلهم الحقيقي والحفاظ على كرامتهم ودورهم القيادي في كافة أشكال التنسيق أو الاندماج نحن نؤمن بأن التعاون يجب أن يقوم على الشراكة المتكافئة والاحترام المتبادل.


■ما رسالتكم للقيادات التهامية المنضمة لطارق عفاش؟


●نحن نكنّ التقدير لكل القيادات التهامية أينما وُجدت ونؤمن أن انتماءهم لتهامة وقضيتها لا يتغير بتغيّر المواقع ما نرجوه هو أن يبقى صوتهم حاضرًا في الدفاع عن حقوق أبناء تهامة وتمثيلهم العادل داخل أي تشكيل وأن لا يُستخدم وجودهم لتهميش التهاميين أو تجاوز تطلعاتهم المرحلة تتطلب وعيًا ومسؤولية ونثق أن كل تهامي حر يدرك حجم الأمانة الملقاة على عاتقه.





■ ما رؤيتكم لتوحيد الصف التهامي سياسيًا وعسكريًا؟ وكيف يتم ترجمتها عملياً؟



●توحيد الصف التهامي ضرورة وليست رفاهية نعمل على بناء مظلة وطنية جامعة تمثل كل المكونات التهامية بوضوح وهناك حوارات جادة في هذا الاتجاه ونؤمن بأن المستقبل يجب أن يُصاغ بأيدٍ تهامية خالصة.


■ ما طبيعة العلاقة القائمة اليوم بين المقاومة التهامية والحراك التهامي؟



العلاقة بين الحراك التهامي والمقاومة التهامية علاقة تكاملية ومنسجمة فالمقاومة تمثل الذراع الدفاعية للحراك، والحراك هو الإطار السياسي للمقاومة.

ولا ننسى ايضا أن المقاومة وُلدت من رحم الحراك التهامي واستمدت منه شرعيتها وروحها.



■هل ثمة محاولات لإضعاف الصوت التهامي؟


● نعم، هناك محاولات لاحتواء الصوت التهامي أو تهميشه سواء بالتجاهل أو الاستيعاب القسري.

لكننا نراهن على وعي شعبنا وعلى تماسك النخب التهامية في وجه هذه المحاولات.



■ ما النظام الأنسب لتهامة ضمن الدولة اليمنية؟



●نحن مع يمن اتحادي عادل، قائم على الشراكة لا الهيمنة نؤمن بالفيدرالية كخيار واقعي يضمن حق تهامة في إدارة مواردها وأمنها وتنميتها.


■ في ظل غياب الدولة عن المديريات المحررة ما الذي يمكن فعله لتوفير الخدمات؟



●في ظل غياب الدولة وضعف الخدمات ندرك أن السلطة المحلية بقيادة المحافظ تعمل في ظروف معقدة ناجمة عن تقصير كبير تجاه المديريات المحررة.

ونحن في المقاومة التهامية نسعى للتكامل مع جهودهم واسنادهم من خلال دعم تفعيل دور المجالس المحلية والمساهمة في تعزيز الأمن وتقوية البنى التحتية بما يحفظ كرامة المواطن التهامي ويخفف من معاناته.



■ ما المطلوب من أبناء تهامة حالياً؟



● المطلوب هو توحيد الصفوف وعدم الانجرار خلف أي استقطابات. هذه مرحلة وعي وبناء، وعلى كل تهامي أن يدرك أن مصير المنطقة يُصاغ الآن، فليكن جزءًا من الفعل لا الضحية.



■. في حال فرض تسوية شاملة بلا تمكين تهامة هل تقبلون بها؟



●لن نقبل بتسوية تُقصي تهامة أو تُعيدها إلى مربع التهميش.

أي سلام لا يستوعب القضية التهامية هو سلام هش قابل للانفجار في أي لحظة نريد سلامًا عادلًا لا استسلامًا مغلفًا.


■. كيف تقرأون إصرار جماعة الحوثي على تحويل مدينة الحديدة إلى جبهة استنزاف؟


● جماعة الحوثي حوّلت محافظة الحديدة إلى سجن مفتوح وجبهة استنزاف دموية لأبناء تهامة حيث تُمارس بحقهم انتهاكات ممنهجة من قتل واعتقال وتعذيب وتغييب قسري فقط لأنهم يرفضون المشروع الحوثي.

بل إن الحوثيين حوّلوا المدينة إلى ساحة حرب إقليمية ودولية يتاجرون فيها بدماء أبناء تهامة، دون أي اعتبار لحياة المدنيين أو مستقبل المحافظة.

ما جرى من إعدام علني لتسعة من أبناء تهامة في صنعاء هو جريمة حرب مكتملة الأركان وثّقتها العدسات وشاهدها العالم أجمع، لكنها ليست سوى نموذج من العديد من الجرائم التي لا تزال طيّ الكتمان إما بسبب الترهيب أو الحصار الإعلامي.

نحمّل جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والانتهاكات ونطالب بـتحقيق دولي عاجل ومحاسبة جادة للمتورطين فالصمت الدولي يشجع على استمرار هذه المذابح بحق المدنيين.




■. إلى أي مدى يشكّل الحوثي اليوم تهديدًا أمنيًا للمناطق المحررة الساحل التهامي؟


●جماعة الحوثي لا تزال تشكّل تهديدًا أمنيًا حقيقيًا للمناطق المحررة عبر محاولات تسلل مستمرة وزراعة الألغام واستهداف المدنيين بالطائرات المسيّرة والقصف العشوائي. تهامة لا تزال في قلب المعركة والاستقرار لن يكتمل ما دامت هذه المليشيا تحتفظ بقدرتها على تهديد حياة الناس وأمنهم اليومي.


■ هل تلقيتم وعودًا رسمية من الحكومة الشرعية أو التحالف العربي بتمكين المقاومة التهامية سياسيًا وعسكريًا؟


● نحن نعمل دائمًا من أجل تعزيز دور الحراك والمقاومة التهامية بما يخدم مصلحة تهامة وأبنائها. أما بشأن الوعود الرسمية فنحن نركز على النتائج الملموسة على الأرض ونسعى لتحقيق تمكين فعلي يعكس إرادة التهاميين في مختلف المجالات السياسية والعسكرية.

ونؤكد أن كل من يعترف بمظلومية تهامة ويساند حقها في التمكين واستعادة دورها فنحن نحترمه ونمد له أيدينا ونعترف به شريكًا صادقًا في قضيتنا العادلة.


■ هل هناك أي تنسيق حالي بين المقاومة التهامية والمجلس الانتقالي الجنوبي أو التشكيلات العسكرية الجنوبية الأخرى؟


● كان هناك تنسيق واهتمام كبير من قبل الشيخ الفقيد عبدالرحمن حجري رحمه الله وتُرجم ذلك من خلال اجتماعاته مع نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي حيث لمسنا حرصًا على دعم الحراك والمقاومة التهامية. ونحن نرى في مؤسسات المجلس الانتقالي نموذجًا يُحتذى في تنظيم الصفوف ومواجهة الحوثي كما أننا وأبناء الجنوب نرتبط بروابط نضال ومظلومية مشتركة ونعمل اليوم على البناء على تلك العلاقات التي أسسها الشيخ الفقيد وتعزيزها بما يخدم قضايانا العادلة والاستفادة من تجربتهم في إنصاف حقوقهم.


■ كيف تتعاملون مع ملف المعتقلين والمخفيين قسرًا من أبناء تهامة في سجون جماعة الحوثي؟


● هذا الملف أولوية أخلاقية ووطنية لنا نتابعه بكل الوسائل ونوثّق الانتهاكات ونتواصل مع المنظمات الحقوقية ونطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط الجاد لإطلاق سراح المعتقلين ووقف سياسة الإخفاء القسري.


■ ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الجاليات التهامية في الخارج في دعم القضية التهامية؟


●تمثّل الجاليات التهامية عمقًا شعبيًا مهمًا، وهناك تواصل مستمر وبنّاء معها وكان يحظى باهتمام كبير من الفقيد الشيخ عبدالرحمن حجري. ونعتبر هذه الجاليات شريكًا حيويًا في نقل صوت تهامة إلى الخارج ودعم قضاياها الإنسانية والتنموية والمرافعة عنها في المحافل الدولية


.

■ كيف تعمل المقاومة التهامية على تأهيل الكوادر التهامية لمرحلة ما بعد الحرب؟


● نحن نؤمن أن المعركة الأهم هي معركة البناء بعد التحرير ولهذا نركز على إعداد الكوادر التهامية من خلال التدريب والتأهيل العسكري والتوجيه الوطني مع العمل على خطط مقسّمة إلى مراحل لبناء مؤسسات مدنية وأمنية بإدارة محلية نزيهة وكفؤة.


■ كيف تقيّمون أداء وسائل الإعلام المحلية والدولية في تغطية الانتهاكات والمعاناة التي يعيشها أبناء تهامة؟


● للأسف لا تزال التغطية الإعلامية المحلية والدولية لمعاناة أبناء تهامة غير كافية رغم أن أهلنا يعيشون واقعًا قاسيًا من انتهاكات وتحديات يومية نؤمن بأن الإعلام أداة قوية لنقل الحقيقة والدفاع عن الحقوق ونتمنى أن يكون دوره أكثر حيادية وموضوعية يعكس الواقع بكل أمانة ويساهم في تسليط الضوء على ما يمر به شعب تهامة من معاناة دون تحيّز أو إهمال.


■ هل ما زالت المقاومة التهامية تتلقى الدعم اللوجستي من التحالف العربي؟ وهل تم التواصل معكم عقب تعيينكم قائدًا للمقاومة؟


●نحن في المقاومة التهامية كنّا وما زلنا في طليعة من واجهوا المشروع الحوثي، وقدمنا تضحيات كبيرة في سبيل استعادة الدولة. نحن نُقدّر كل دعم صادق يساند هذا المسار، ونتطلع إلى شراكة حقيقية تضمن استمرارية المقاومة وفاعليتها.

أما فيما يخص التواصل فنحن نمد أيدينا لكل من يسعى بصدق لدعم تهامة وأبنائها ونعمل على تعزيز التنسيق بما يخدم المعركة الوطنية.



أخيراً، ما هي رسالتكم للتحالف العربي والمجتمع الدولي فيما يخص القضية التهامية وحقوق أبنائها؟



نوجّه شكرنا العميق للتحالف العربي على دعمه الصادق ووقوفه المشترك معنا في مواجهة المشروع الحوثي، في شراكة مصيرية امتزجت فيها دماؤنا.

وبالنظر إلى واقع التضحية والدور الميداني للمقاومة التهامية فإننا نتطلع إلى تمكينها من إدارة مستقلة ومركز مستقل يتناسب مع مسؤوليتها في حماية الساحل كونه خط الدفاع الأول عن الممرات البحرية وأمن المنطقة

كما نوجّه نداءً إلى المجتمع الدولي لإعادة تقييم اتفاق ستوكهولم الذي تسبب بتجميد الجبهات ومنح الحوثيين فرصة لإعادة التمركز ما ضاعف معاناة أبناء تهامة

فالتمسك باتفاق بات غطاءً للانتهاكات لا يخدم السلام، بل يعمّق الأزمة.