في عالم تتلاطم فيه أمواج التحولات، تبقى الكلمة مرساةً تُثبّت الهوية، وتحفظ الإنسان من التلاشي. ضيفتنا اليوم ليست مجرد كاتبة أو أديبة، بل صوتٌ أدبيٌ شجاع، ينقّب في الذاكرة، ويستحضر الحكايات من قلب المكان، حيث تصرخ المدينة بألمها وتبوح القصص بأسرارها. إنها الكاتبة والأديبة عيشة صالح، التي حملت عدن بين صفحاتها، ونسجت من تقلبات الحياة نصوصًا تمور بالحياة والمقاومة والجمال.
في هذا اللقاء، نُصغي لها وهي تحكي عن بداياتها، وتأثيرات القراءة الأولى، وتكشف عن رواياتها القادمة، وعن رؤيتها للكتابة كفعل إنساني ومجتمعي بامتياز.
س1- عرفينا عن نفسك؟ وطبيعة عملك؟
ج1- عيشة صالح محمد / ماجستير الدراسات الأدبية، كاتبة وأديبة أكتب الرواية والقصة والشعر النثري، وأعمل في تدريس اللغة العربية للمرحلة الثانوية.
س2- من هم الكتاب الذين تأثرت بهم؟
ج2- في بداية قراءاتي شدني الأدب الروسي فقرأت أكثر لدوستويفسكي، وأما الأدب العربي قديمًا ألهمني ما كتبه الجاحظ وابن خلدون وابن بطوطة في رحلاته، وحديثًا نجيب محفوظ ورضوى عاشور.
س3- ما هي الرواية التي تعتبرينها أهم أعمالكِ؟
ج3- كتبت عدة روايات، لكن "تحت الرماد" أعدّها الأهم في الروايات التي تم إصدارها.
س4- ما هو مشروعكِ الكتابي القادم؟
ج4- روايتان كتبتهما في فترة سابقة، وقعت عقودهما هذا العام، وهما: "أحلام بنفسجية" مع دار ديوان العرب في مصر، و"خيوط العنكبوت" مع دار العلم والفنون في الأردن، وإن شاء الله ستكونان حاضرتين في المعارض العربية القادمة. أما آخر ما كتبته فهو رواية "ظل فيكتوريا"، وقد اشتركت بها في إحدى المسابقات المعتبرة، وفي انتظار النتيجة.
س5- ما هي المواضيع الرئيسية الأخرى التي تناولتها الرواية؟
ج5- بالنسبة لرواية "تحت الرماد" التي تم إصدارها، ورواية "ظل فيكتوريا" التي لم تصدر بعد، تتفقان في المكان والرؤية، حيث تجري أحداثهما في عدن في ظل تقلبات سياسية واجتماعية، وتجمعان بين القصص الإنسانية المتخيلة وبين الواقع وصورة المكان وملامحه في الفترة التي تجري فيها الأحداث. "تحت الرماد" تجري أحداثها بعد حرب 2015، أما "ظل فيكتوريا" فأحداثها تبدأ في 1914 في عدن واليمن بشكل عام. وحتى في الروايات الموجهة لليافعين، أحرص على التوأمة بين المكان والتراث والخيال، لأن هدفي تكوين صورة للأجيال تعرض التراث والهوية بطريقة حداثية، كما في رواية "ما وراء النفق الضوئي" ورواية "رحلتنا" التي أصدرت مؤخرًا.
س6- متى تتوقعين صدور المجموعة الشعرية الجديدة؟
ج6- بالنسبة للشعر، نشرت العديد من القصائد النثرية في الصحف والمجلات، ولم أجمعها في كتاب إلى الآن، ربما في الفترة القادمة.
س7- ما هي قصتك المفضلة التي كتبتها؟
ج7- لا أستطيع تحديد قصة، لكن من خلال ردود فعل القراء، فقصة "الحل الأخير" نالت استحسانًا أكثر. وهي ضمن المجموعة القصصية "قناع أبيض".
س8- ما هي رسالتك للمجتمع؟
رسالتي في المجتمع هي أن أكون صوتًا للوجع الإنساني، ومرآة تعكس هموم الناس وآمالهم، وأن أساهم في إيقاظ الوعي وتحريك الأسئلة في العقول. أكتب لأفتح نوافذ جديدة للفهم، حول الإنسان والتراث والهوية. أكتب لأواجه التهميش، وأضيء على ما يُراد له أن يُنسى أو يُسكَت عنه. أؤمن بأن الكلمة قادرة على التغيير، وإن لم تغيّر الواقع فورًا، فهي تغيّر نظرتنا إليه، وهذه بداية كل تغيير.
وبكل امتنان، أتوجه بالشكر للإعلامي القدير محمد وحيد على الحوار الصحفي الذي أجراه معي، وعلى احترافيته وحسن تعامله. كانت تجربة مميزة أعتز بها.