بدأ حلف قبائل حضرموت خطوات فعلية نحو مرحلة جديدة من إدارة شؤون المحافظة، تمهيدًا لتحقيق مشروع الحكم الذاتي، وذلك من خلال حزمة قرارات تنظيمية وعسكرية أعلن عنها مساء الاثنين، في تصعيد لافت يأتي في ظل التوترات المتصاعدة بين المكونات المحلية والسلطة المركزية.
وقال الحلف، في بيان له، إنه قرر إعادة تموضع النقاط العسكرية التابعة له داخل حضرموت، في خطوة تهدف إلى تعزيز السيطرة الميدانية، ورفع الجاهزية القتالية لقواته، كما أعلن إلغاء لجنة الإشراف على وقود الخدمات، في سياق مراجعة شاملة للملف الإداري والخدمي.
وأفاد مصدر مقرب من قيادة الحلف لـ"صحيفة عدن الغد" أن الاستعدادات جارية لتنظيم حفل تخرج للدورة الأولى من اللواء الأول لقوات حماية حضرموت، ضمن خطة عسكرية شاملة تشمل إنشاء عشرة ألوية جديدة، كجزء من ترتيبات أمنية تهدف إلى "حماية الأرض والثروة وتحقيق الاستقلالية الإدارية الكاملة للمحافظة"، وفق تعبير المصدر.
وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد مطالب أبناء حضرموت بتعزيز دورهم في إدارة شؤون محافظتهم بعيدًا عن الهيمنة المركزية، خصوصًا في ظل ما يعتبرونه تهميشًا ممنهجًا وحرمانًا طويل الأمد من الاستفادة العادلة من ثروات المحافظة، وعلى رأسها النفط والغاز.
ويُنظر إلى قرارات حلف قبائل حضرموت على أنها بداية لمرحلة أكثر وضوحًا في مسار السعي نحو الحكم الذاتي، في وقت تزداد فيه حدة التباينات بين السلطات المحلية والمركزية، وسط صمت حكومي يثير تساؤلات حول مآلات المشهد في واحدة من أهم المحافظات اليمنية استراتيجيًا واقتصاديًا.