آخر تحديث :الأربعاء-12 نوفمبر 2025-12:56ص
ملفات وتحقيقات

تحقيق أستقصائي : أكوام النفايات في لحج تتحول إلى مصانع أمراض

الثلاثاء - 11 نوفمبر 2025 - 10:47 م بتوقيت عدن
تحقيق أستقصائي : أكوام النفايات في لحج تتحول إلى مصانع أمراض
(عدن الغد) احمد ياسين القاضي، صقر الهدياني، بشير الجميلي

في محافظة لحج حيث تتقاطع المعاناة البيئية مع الإهمال الخدمي، تتكدس النفايات في الأحياءوالقرى لتتحول من مجرد مظهر فوضوي إلى مصدر مباشر للأمراض الجلدية والتنفسية هذا التحقيق الاستقصائي يكشف،بالأدلة والشهادات، كيف أصبحت النفايات تهديدًا صحيًا حقيقيًا وسط غياب واضح لدور الجهات المعنية


البداية من الميدان روائح خانقة وأطفال مرضى


بدأ فريق التحقيق المكون من أحمد ياسين القاضي صقر الهدياني و بشير الجميلي جولته بتوثيق الحالة البيئية في عدد من حارات محافظة لحج ختامًا مديرية تبن حيث تم تصوير أكوام النفايات المنتشرة في الشوارع وإجراء مقابلات مع سكان محليين عبروا عن معاناتهم اليومية يقول طارق محمد 55 عامًا

لا توجد حملات نظافة منتظمة وأحيانًا تبقى النفايات في الشارع لأكثر من شهر هذا يزيد من انتشار البعوض والأمراض المعدية، ولا أحد يهتم


أما عيسى طلال فيروي

يتم تكديس النفايات ورميها مقابل بيتي، ولا يوجد مكان مخصص لها لا أستطيع الصعود إلى السطح في الليل من كثرة الروائح


وتضيف أم أحمد (35 عامًا وهي تشير إلى كومة نفايات تبعد أمتارًا قليلة عن نافذة غرفة نوم طفلها صالح (7 سنوات)

لا يمكنني أن أفتح النافذة حتى الرائحة تخنقنا ليلاً ونهاراً طفلي صالح من بين عشرات الأطفال الذين تدهورت حالتهم الصحية بسبب هذه البيئة الملوثة.


شهادة طبية

والإطباءيؤكدون البيئة الملوثة هي خطر حقيقي على الصحة والمتهم الأول​إذا ​لا يمكن فصل أزمة الصحة عن أزمة النظافة في لحج فبينما يعاني المواطنون من تراكم القمامة لأكثر من شهر أمام منازلهم، يؤكد الأطباء أن عياداتهم تستقبل يومياً حالات متدهورة من الربو، الأكزيما والجرب بين الأطفال وكبار السن

​يكشف هذا التحقيق أن تكدس النفايات لم يعد مشهد غير حضاري بل مصدر مباشر للاوبيئة نتيجة غياب صندوق النظافة والتحسين بمهامه هذه التقصير يهدد حياة آلاف السكان وخاصة الأطفال الذين تحولت بيوتهم إلى حاضنات للمرض.

شهادة الطيب الدكتور زياد أحد اطباء الجلدية في مشفى آبن خلدون في محافظة لحج يؤكد أن هناك علاقة مباشرة بين تكدس النفايات وارتفاع معدلات الإصابة خاصة كبار السن والإطفال مثل ألتهاب الجلد التحسس الناتج عن التلامس مع بيئة ملوثة او لدغات الحشرات والتهاب الشعب الهوائية نتيجة استنشاق الهواء والروائح المنبعثة من النفايات ويضف الدكتور زياد البيئة الملوثة بالنفايات تشكل حاضنة للمكروبات وتؤدي إلى تدهور صحة الإنسان او بشكل عام الصحة العامة في ضل غياب حملات النظافة المنتظمة.


خريطة الإمراض من المجحفة إلى الحمراء إلى مديرية تبن كما وثقها فريق التحقيق احمد ياسين القاضي صقر الهدياني بشير الجميلي


الرصد البيئي قرى منسية وأمراض متنقلة الدكتور وحيد فضل البكيلي، رئيس مؤسسة حماية البيئة والإنسان في محافظة لحج كشف عن نتائج الرصد البيئي الذي أجرته المؤسسة حيث تم توثيق تكدس كبير للنفايات في قرى المجحفة الحمراء صبر الرباط وأماكن محدودة في حوطة لحج وأوضح أن حرق النفايات يؤدي إلى انتشار الأدخنة نحو الأحياء السكنية مما يتسبب في أمراض الجهاز التنفسي، إضافة إلى الملاريا والكوليرا نتيجة تكاثر الحشرات والقوارض.

وأضاف نعم قدمنا توصيات وحلول وعملنا على التوعية وتقديم ما يمكن تقديمه للحد من انتشار وتكدس النفايات لكن الاستجابة لا تزال محدودة

دعم من وزارة الصحة ​الخطر البيئي يؤكده أيضاً الدكتور عيسى محمد ناجي الحوشبي من وزارة الصحة العامة والسكان كما يدعم هذا التحقيق مقابلة تلفزيونية سابقة لمدير مركز الإعلام والتثقيف في وزارة الصحة، الدكتور عارف الحوشبي تثبت أن تكدس النفايات هو سبب رئيسي للأمراض المنتشرة والأوبية المعدية.


غياب الرد الرسمي والجهة المسؤولة تختار الصمت حاول فريق التحقيق التواصل مع مدير صندوق النظافة والتحسين في محافظة لحج الأستاذ نافع محمد عربي إلا أن السكرتيرة أفادت بعدم وجوده ورغم الإلحاح لم يتم الحصول على أي تجاوب رسمي هذا الغياب يثير تساؤلات حول دور الصندوق في مواجهة هذه الأزمة البيئية والصحية التي تهدد حياة السكان.

ثروة مهدرة ومصدر للأوبئة

​تؤكد تقارير دولية ومحلية التي أطلعنا عليها أن مشكلة لحج جزء من أزمة أوسع في البلاد فبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) فإن حوالي 65% من النفايات في اليمن عضوية مما يسرع من تحللها وتحولها إلى مصدر للأوبئة وكانت تقارير أخرى (كتقرير منتدى الإغاثة والبناء، ومنصة شروين المهرة، وقناة الغد المشرق وقناة بلقيس ومنصة ريف اليمن قد حذرت جميعها من تأثير النفايات على الصحة في ظل تراجع الخدمات وما بين الشهادات الميدانية والتقارير الطبية والرصد البيئي والتقارير الدولية يتضح أن تكدس النفايات في محافظة لحج لم يعد مجرد خلل خدمي بل تحول إلى أزمة صحية وبيئية تهدد حياة السكان خاصة في ظل غياب التنسيق بين الجهات المعنية ويبقى السؤال من يتحمل مسؤولية إنقاذ لحج من هذا الخطر الصامت؟