قال الكاتب والصحفي صلاح السقلدي إن باب التواصل بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمملكة العربية السعودية لا يزال موصداً حتى اللحظة، مرجّحًا أن تكون الرياض هي من تُبقيه مغلقًا كأحد أساليب الضغط، مستدلًا على ذلك ببيان خارجيتها المتشدد، وما رافقه من قصف جوي في حضرموت.
وأوضح السقلدي أن المجلس الانتقالي الجنوبي يكرر باستمرار استعداده للانفتاح على أي مقترحات وتفاهمات بنّاءة تخص حضرموت والمهرة، لكنه في المقابل يرفض حتى الآن فكرة الانسحاب العسكري، مبررًا ذلك بتخوفات منطقية تتعلق بغياب قوات بديلة معروفة الولاء والتوجه، وعدم وجود تشكيلات مؤهلة عُدةً وعددًا وتدريبًا لسد أي فراغ عسكري أو أمني، خصوصًا في حضرموت الوادي والصحراء، وفي ظل تصاعد نشاط الجماعات المتطرفة.
وأشار إلى أن بقاء القوات الجنوبية القادمة من خارج حضرموت والمهرة لفترة طويلة لا يصب في مصلحة الانتقالي ولا الجنوب عمومًا، مؤكدًا أن أي شعور لدى الحضرمي أو المهري بوجود قوة عسكرية أو سياسية من خارج أرضه تفرض نفسها سيؤدي إلى ضرب النسيج الجنوبي في الصميم، مستحضرًا تجربة ما بعد حرب 1994م كعبرة يجب الاتعاظ منها، ومشددًا على أنه «لا جنوب دون حضرموت والمهرة».
وبيّن السقلدي أن حديثه ينطلق من افتراض أن الانتقالي لا يمانع فتح قنوات تواصل مع الرياض، وهو الاحتمال الأرجح، لكنه أكد أنه في حال كان المجلس هو من يتمنع، فإن ذلك يستوجب مراجعة جدية، داعيًا إلى إبقاء الأبواب مواربة مع دولة بحجم وأهمية السعودية.
وأكد أن السعودية تتمتع بنفوذ دولي يتجاوز الإطار الإقليمي، وباتت مركزًا جامعًا لمصالح دولية واسعة، وبوابة رئيسية للوصول إلى اليمن شمالًا وجنوبًا، فضلًا عن رمزيتها الدينية وموقعها كدولة جارة تتشابك معها المصالح الجيوسياسية بشكل لا فكاك منه.
وختم السقلدي بالقول إن التعامل مع هذه المعطيات يجب أن يكون بعقلانية واتزان، وفق منطق الاعتدال في الرأي والقرار: «لا تشدد يكسر الظهر، ولا ليونة تعصر الكرامة».