آخر تحديث :الثلاثاء-04 نوفمبر 2025-05:30م
أخبار وتقارير

وئام.. طفلة تفقد حياتها بسبب خطأ طبي ووالدها يروي مأساة أيامها الأخيرة

الثلاثاء - 04 نوفمبر 2025 - 11:25 ص بتوقيت عدن
وئام.. طفلة تفقد حياتها بسبب خطأ طبي ووالدها يروي مأساة أيامها الأخيرة
(عدن الغد)خاص:

ما زال الصحافي "عبد الستار بجاش" يعيش على وقع الصدمة بعد وفاة ابنته "وئام" بعد أيام قليلة من دخولها المستشفى لعلاج اللوزتين، وقال: "أنا في صدمة لا أستوعبها، قلبي يكاد ينفجر من الحزن ودموعي لا تتوقف".

دخلت الطفلة وئام (11 عامًا) مستشفى في مدينة تعز تمشي على قدميها إثر ألم في اللوزتين، وبعد نحو ثلاثة أسابيع من تلك الزيارة خرجت جثمانًا، بسبب وصفة طبية غير دقيقة تسببت لها بمضاعفات قاسية وتدهور متسارع في صحتها.

ويقول "بجاش" إن ابنته ضحية وصفة طبية خاطئة تسببت بتدهور صحتها، رغم أن التشخيص الأولي كان روتينيًا وبسيطًا. وقال: "صرف الطبيب وصفة طبية ضعيفة رغم نصيحة صيدلاني المستشفى باستخدام جرعة أخرى أكثر فاعلية، إلا أن الطبيب أصر قائلًا لأم وئام: (أنا الطبيب أم هو؟)".

وأصر الطبيب على الوصفة التي اعترض عليها الصيدلاني. وقال بجاش: "وبعد فوات الأوان، قمنا باستشارة عدد من الأطباء المختصين وعرضنا عليهم الوصفة الطبية التي صُرفت لوئام في بداية مرضها، فأجمعوا على أن الجرعة كانت غير كافية وغير مناسبة لحالتها".

وقال الأطباء -الذين استشارهم والد وئام-: "لو تم صرف العلاج الصحيح منذ البداية، لما وصلت حالتها إلى هذه المرحلة الخطيرة"، وهذا جعله يطالب المستشفى الذي دخلت إليه ابنته بالتحقيق ومراجعة سجلاتها.

مأساة وئام في أسابيع

دخلت الطفلة "وئام" المستشفى في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الفائت تعاني من ألم بالحلق بسبب مضاعفات اللوزتين، وقال والدها: "كانت خطواتها الصغيرة على أرض المستشفى هادئة وواثقة، ولم تكن تعرف أنها كانت آخر الخطوات التي ستترك أثرها في الدنيا".

تضاعفت حالة وئام بعد ستة أيام من زيارتها للمستشفى، إذ أصيبت بالغثيان والقيء، فعُرضت على الطبيب وأكد أن ذلك "نتيجة الديدان". وفي اليوم التالي تغير لون البول وبدأت تتكشف مأساة الطفلة بعد إجراء الفحوصات في 16 أكتوبر/ تشرين الأول.

وجاءت النتائج صادمة هذه المرة -وفق والدها "بجاش"-: ارتفاع "بروتين +2 ودم +2 في البول"، مؤشرات على التهاب بكتيري في الكلى، وهنا بدأت الفاجعة الحقيقية. وقال: "لقد تحولت تلك الوصفة (الطبيب المعالج) إلى تأشيرة مرور لبكتيريا تسللت إلى جسدها الصغير دون مقاومة".

وصباح الثلاثاء 28 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توفيت الطفلة "وئام بجاش" بينما كانت تنتظر جلسة غسيل طارئة، بعد 19 يومًا من زيارتها إحدى مستشفيات المدينة للعلاج من ألم في الحلق نتيجة مضاعفات "اللوزتين".

مطالبات بالتحقيق في خطأ طبي

يُصر الصحافي عبد الستار بجاش، والد الطفلة "وئام"، على إجراء تحقيق في كافة الإجراءات الطبية والفحوصات والعلاجات، حيث يؤكد أن "خطأ طبيًا ما كان سببًا في تدهور صحة ابنته بشكل متسارع".

وقال إنه أبلغ مدير المستشفى -نتحفظ عن ذكر اسمه- في 21 أكتوبر الماضي "بتدهور حالة ابنته، وطلب منه مراجعة السجلات الطبية والفحوصات والعلاجات التي صُرفت، لمعرفة ما إذا كانت سببًا فيما حدث، لكنه لم يتلق أي رد أو توضيح".

ولخص "بجاش" قصة طفلته بالقول: "رحلة قصيرة بين التهابات اللوزتين وغسيل الكلى والجلطات والتنفس الصناعي، لكنها كانت كافية لكشف حجم الألم، وضعف الضمير، وهشاشة الإنسانية حين تغيب الرحمة عن مهنة الطب".