آخر تحديث :الأربعاء-23 يوليو 2025-08:50م
أخبار وتقارير

صحيفة العرب الإماراتية: محادثات بين عدن وصنعاء لإعادة فتح طريق كرش – الراهدة تنعش آمال التخفيف من معاناة اليمنيين

الأربعاء - 23 يوليو 2025 - 12:51 م بتوقيت عدن
صحيفة العرب الإماراتية: محادثات بين عدن وصنعاء لإعادة فتح طريق كرش – الراهدة تنعش آمال التخفيف من معاناة اليمنيين
((عدن الغد))خاص

كشفت صحيفة "العرب" الإماراتية، في تقرير موسع لها اليوم الأربعاء، عن وجود محادثات مباشرة بين الحكومة اليمنية في عدن وجماعة الحوثي في صنعاء، بشأن إعادة فتح طريق كرش – الراهدة الحيوي، المغلق منذ سنوات بسبب الحرب، في خطوة وُصفت بأنها تحمل دلالات سياسية وإنسانية مهمة، قد تمثل بداية لإذابة الجليد بين الطرفين بعد سنوات من الجمود.


وأكدت الصحيفة أن التصريحات الإيجابية المتداولة مؤخرًا بشأن اقتراب موعد افتتاح الطريق الحيوي تعكس تحركًا سياسيًا ميدانيًا جديدًا، ربما يمهّد لمزيد من التفاهمات الجزئية بين الفرقاء اليمنيين، خصوصًا في ظل تعثر جهود التسوية الشاملة. وأضافت أن الطريق الرابط بين محافظتي عدن وتعز يشكل شريانًا إنسانيًا واقتصاديًا هامًا، وأن فتحه لن يكون مجرد خطوة خدمية، بل سيكون بمثابة اختراق للحاجز النفسي والسياسي بين الأطراف.


وبحسب ما نقله التقرير عن عضو لجنة الوساطة عيسى عبدالباسط، فإن ترتيبات إعادة فتح الطريق شارفت على الاكتمال، بعد أسابيع من التنسيقات بين مختلف الأطراف، مضيفًا أن اللجنة حصلت على موافقة مبدئية من جميع الأطراف، ويجري حاليًا التواصل لتوفير الضمانات الكفيلة بتجنب أي إشكالات مستقبلية.


وقال عبدالباسط إن رئيس لجنة الوساطة، الشيخ سمير السبئي، يواصل حاليًا جهوده لضمان حفظ حقوق جميع الأطراف، داعيًا رجال الأعمال والخير إلى الإسهام في إصلاح الطريق وتجهيز الجسور والعبّارات المتضررة، بهدف تسهيل حركة العبور وضمان السلامة العامة.


ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها "ذوبان حذر للجليد" بين صنعاء وعدن، وذكّرت باتفاق ستوكهولم الموقع في ديسمبر 2018، والذي نص على فتح الطرق الإنسانية، دون أن يُنفذ فعليًا حتى اليوم، مشيرة إلى أن أي تقدم ملموس في هذا الملف سيفتح المجال أمام تفاهمات أوسع برعاية إقليمية، على غرار المبادرات التي ترعاها سلطنة عمان والسعودية.


وشدد التقرير على أهمية الطريق من الناحية الرمزية، خصوصًا أنه يربط مدينة تعز المحاصرة منذ سنوات، ويُعتبر أحد خطوطها الحيوية نحو الجنوب. كما رأت الصحيفة أن تحريك هذا الملف حاليًا قد يكون إما لامتصاص حالة الغضب الشعبي، أو بمثابة اختبار للنوايا المتبادلة تمهيدًا للدخول في مفاوضات أكثر تعقيدًا.


وسلطت الصحيفة الضوء على معاناة السكان جنوب تعز من إغلاق الطريق، حيث يضطر الأهالي لسلوك طرق جبلية وعرة تستغرق ساعات طويلة، بدلًا من ساعتين فقط عبر طريق كرش – الراهدة. ووصفت إغلاق الطريق بأنه "عقاب جماعي"، أثّر على حياة الطلاب والمرضى والتجار والموظفين الذين حرموا من أحد أبسط حقوقهم: حرية التنقل.


وخلص التقرير إلى أن إعادة فتح الطريق، إن تم، سيكون حدثًا مفصليًا في الصراع اليمني، ليس فقط على المستوى الإنساني، بل باعتباره مقدمة لإعادة بناء الثقة، وإعادة صياغة العلاقة بين الفرقاء اليمنيين على أسس واقعية ومدروسة.