كشف تقرير صادر عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن إيران شرعت في جولة جديدة من محاولات إعادة تسليح أذرعها في الشرق الأوسط، بما في ذلك ميليشيا الحوثي في اليمن، رغم خسائرها الكبيرة في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، التي استهدفت منشآتها النووية وقتلت قيادات عسكرية بارزة.
وذكر التقرير أن إيران تقوم بتهريب الأسلحة إلى حزب الله اللبناني عبر العراق وسوريا، بالإضافة إلى إرسال شحنات جديدة من الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، بهدف تعويض خسائر ترسانتهم بعد الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية.
وفي محاولة للتخفيف من عمليات الكشف، بدأت طهران باستخدام سيارات صغيرة لنقل الأسلحة إلى حزب الله عبر الأراضي السورية بدلاً من الشاحنات الكبيرة التي كانت تستخدم سابقاً. كما يواصل النظام الإيراني إرسال الصواريخ والأسلحة المتطورة من العراق إلى سوريا، ما يعكس سعيه لإعادة بناء نفوذه العسكري في المنطقة.
من جهتها، صادرت السلطات السورية واللبنانية عدداً من شحنات الأسلحة، شملت صواريخ "غراد" وصواريخ روسية مضادة للدبابات، كانت موجهة إلى حزب الله، فيما كشفت القيادة المركزية الأميركية عن ضبط شحنة ضخمة من الصواريخ والطائرات المسيرة والمعدات العسكرية المتطورة في اليمن، تُعد الأكبر من نوعها، أرسلتها إيران إلى ميليشيا الحوثي عبر البحر الأحمر.
وأشار التقرير إلى أن الوثائق التي عُثر عليها مع الشحنة تؤكد المصدر الإيراني، حيث تضمنت تعليمات وكتيبات باللغة الفارسية وأدلة تقنية خاصة بالأسلحة، ما يدل على تورط طهران المباشر في دعم الحوثيين عسكرياً.
ويأتي هذا التطور بعد أسابيع من وقف إطلاق النار الذي أوقف الحملة الجوية الإسرائيلية على إيران، ويعكس استمرار طهران في تعزيز قدرات حلفائها في المنطقة رغم الضغوط الدولية.
في المقابل، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، صحة هذه الادعاءات، واصفاً إياها بأنها "لا أساس لها من الصحة".
هذا وتستمر الولايات المتحدة الأميركية في مراقبة وتحليل حركة الأسلحة في المنطقة، مع تحذيرات متكررة من تصاعد التوترات نتيجة دعم إيران المتواصل للمليشيات المسلحة في الشرق الأوسط.