اتهم العميد محمد عماد العيسي، القيادي في الحراك التهامي، العميد طارق صالح بمحاولة فرض مشروع وصاية على تهامة، وتجاوز إرادة أبنائها وتضحياتهم، مؤكداً أن مشروعه لا يمتّ لمفهوم الدولة الوطنية العادلة، بل يسعى لإعادة إنتاج النظام السابق بهيمنة حزبية وعائلية.
وقال العميد العيسي إن الخطاب الذي يقدَّم باسم العقلانية ما هو إلا محاولة لتعويم شخصية خلافية كطارق صالح، وتقديمها كأمر واقع، متجاهلاً السياق السياسي ودماء الشهداء والتضحيات التي قدّمها أبناء تهامة في سبيل دولة مدنية عادلة.
وأضاف أن أبناء تهامة لم يكونوا يومًا عقبة أمام أي مشروع وطني، بل كانوا في مقدمة الصفوف حين غاب الآخرون، غير أن "طارق صالح هو من وضع نفسه عقبة أمام إرادة أبناء تهامة"، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أنه استغل الموارد المالية والإرث الحزبي ومقدّرات الدولة لإقصاء المقاومة التهامية ومحاربة مناضليها.
واتهم العيسي قائد قوات المقاومة الوطنية بتجاهل مطالب أبناء تهامة، وتهميشهم، وإقصاء صوتهم من المؤسسات، وفرض التبعية الحزبية والسياسية كشرط للمشاركة، وقال إن طارق "نصّب نفسه وصياً على تهامة بطريقة مهينة لا تُقبل في أي منطقة يمنية أخرى".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان طارق صالح يمثل الشرعية، أجاب العيسي: "لا. لم يؤدِّ اليمين أمام الرئيس الشرعي، وصرّح بأن شرعيته هي بندقيته، ولا تخضع قواته لأي سلطة دستورية، بل أنشأ تشكيلات موازية تعمل بأجندة حزبية وأسرية، ولا تلتزم بمؤسسات الدولة لا في الشكل ولا في المضمون".
وحول علاقته بأبناء تهامة، قال العيسي إن طارق يستغل فقر الناس دون أي تمكين حقيقي أو شراكة فعلية، وإن قراراته تظل حبيسة دائرة ضيقة من الموالين، ولا تعبّر عن تطلعات أبناء المنطقة.
وأوضح أن مشروع طارق "ليس مشروعًا وطنيًا جامعًا، بل عسكري وعائلي، يعيد إنتاج المركزية القمعية، ويعيد اليمن إلى مربع التوتر والصراع"، مشدداً على وجود "تناقض جوهري" بين مشروعه ومشروع أبناء تهامة الذين يتطلعون للعدالة والتمكين والشراكة الحقيقية.
وتحدث العميد العيسي عن الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة طارق مثل المخا والخوخة وحيس، قائلاً إن "ما نراه هناك هو عسكرة للحياة، وتغييب للدولة، وتدهور في الخدمات، وتوظيف للناس في معارك لا تمثلهم".
وختم العيسي تصريحه بالتأكيد على أن "أي شراكة لا تقوم على احترام متبادل واعتراف صريح بإرادة أبناء تهامة هي تبعية مرفوضة"، مضيفاً أن على طارق صالح مراجعة سلوكه والاعتراف بحقوق أبناء تهامة إن كان جاداً في تقديم مشروع وطني، لا مجرد وصاية جديدة.
وقال: "تهامة اليوم ليست كما كانت، الوعي قد ارتفع، والإرادة قد تشكلت، ولن نقبل أن نكون هامشًا في مشهد يُكتب بعيدًا عنا"، مشددًا على أن "المعارضة ليست عداء، بل دفاع عن كرامة الناس وحقهم في القرار والمستقبل".
