آخر تحديث :الأحد-29 يونيو 2025-12:32م
ملفات وتحقيقات

ما لاتعرفه عن الحاج ( هائل سعيد أنعم ) (الحلقة 1)

الجمعة - 11 فبراير 2022 - 09:39 م بتوقيت عدن
ما لاتعرفه عن الحاج ( هائل سعيد أنعم ) (الحلقة 1)
(عدن الغد)خاص.

( عدن الغد) ترصد حياة التاجر العصامي وقطب التجارة اليمنية 

إعداد / د. الخضر عبدالله :

يعتبر الحاج ( هائل سعيد أنعم ) هامة اقتصادية وتجارية  معروفة, ويعد مؤسس أكبر كيان اقتصادي في اليمن وربما في الوطن العربي.

كما ان  بيت (هائل) من أكبر بيوت اليمن التجارية وتحظى بسمعة ممتازة وتاريخ مدهش من عصامية الرجل المؤسس وصيت تجاوز الأفاق واستثمارات ضخمة تجاوزت الحدود.. وعُرف عن الحاج (هائل سعيد أنعم ) بالتدين، ورغم ضخامة نشاطه التجاري والصناعي فقد حافظ على تواضعه وبساطته وتواصله مع الناس، وظل محبًا للخير، مسارعًا في تقديم العطاء وإسداء المساعدة والبذل ,فأسس العديد من الجمعيات الخيرية التي أسهمت في التخفيف من معاناة المحتاجين وطلبة  العلم ومعالجة المرضى، كجزء من مسؤوليته الاجتماعية تجاه بلده وأهله.

ومن هذه الفكرة ومنطق المهنة الصحفية رصدت ( عدن الغد) مسيرة حياته التجارية والاقتصادية حتى صار قطب من الأقطاب التجارية في الوطن العربي .. فتابعوا أدق تفاصيل حياته من المهد إلى اللحد في السطور القادمة ..

 البدايات الصعبة

في العام 1902 في قرية " قرض " عزلة الأعروق ناحية القبيطة الحجرية محافظة تعز ولد الحاج (هائل سعيد أنعم زيد علي ناصر)،الترتيب الرابع بين أخوته .. لم تكن أسرته ثرية أو صاحبة جاه أو سلطان بل كانت أسرة فقيرة  مفعمة بالقيم الإنسانية التي تجسدت فيما بعد بهذه الأسرة الكريمة على امتداد هذا الوطن البائس..

درس القرآن الكريم في كُتّاب قريته، وختمه خلال أربعة أعوام، وقد عمل في الزراعة ورعي الماشية، وأشتغل في الحياكة في المحل الذي ورثته أسرته.

وعندما بلغ (هائل ) من العمر (21عاما)  ولاسيما في عام 1923،  ترك الشاب اليافع أسرته وحياة الريف خلفه، وتوجه صوب عدن سيراً على الأقدام لمدة ثلاثة أيام، بصحبة أبناء عمومته قاصداً الهجرة الى فرنسا للعمل.

وقد استقر به المقام في مرسيليا،(ثاني أكبر مدن فرنسا بعد العاصمة باريس) وهناك عمل بحارًا ثم عاملا، ومشرفًا لأحد المصانع في المدينة".

الحاج (هائل) في ايدي الشرطة المرسيلية

و يذكر بعض المقربين من الحاج ( هائل سعيد) أن له  قصة مؤلمة في ( مرسيليا) أعتبارها سلم للصعود إلى مبتغاة حيث قالوا :" استقر الحاج (هائل) في بداية مشواره في مدينة مارسيليا لعل الحظ يحالفه بفرصة عمل، وكانت السلطات الفرنسية قد أصدرت قرارا بترحيل العرب المشارقة والصوماليين إلى جيبوتي وذلك لعدم توفر الأعمال, وكان الحاج هائل قاعدا في أحد المقاهي وتزامن ذلك مع مداهمات الشرطة لأماكن تجمعات المقيمين في المدينة فألقت القبض عليه مع عدد كبير من المهاجرين إلى المدينة، وبينما كان رجال الشرطة الفرنسية يستعرضون طابور المرحلين، قيض الله  له شخصا يدعى عبده ناجي الدلالي، يمني الجنسية. ويحتل مركزا مرموقا في سلك الشرطة فاستثنى الحاج هائل من الترحيل ليبقى في مارسيليا.

قصة الأرمني  و(هائل ) في مرسيليا 

ويكشف الكاتب والباحث عبدالسلام الأثوري في كتابه  "هائل سعيد مسيرة الخير والعمل حيث قال :" حظي الحاج هائل بفرصة عمل على إحدى البواخر واكتشف أن البحارة ينتهزون فترة الوقوف في الموانئ ليبيعوا سلعا أحضروها من مارسيليا لمواطنين من تلك الموانئ، واقترض مبلغا من المال لمشروعه التجاري الصغير فشد انتباه أحد الأرمن المسيحيين الذي أعجب بجودة بضاعة الحاج هائل وأسلوب عمله وتعامله مع الراغبين في الشراء واقترح الأرمني المسيحي على الشاب ( هائل سعيد) بأن يجرب حظة في التفرغ للتجارة, وتنبأ له بالنجاح في هذا المجال, وظلت تلك النصيحة من الأرمني تتردد في ذاكرة ( هائل ) لم ينسها أو يتجاهلها طيلة حياته".

أستقالة (هائل سعيد) من عمله في البواخر

ويقول الباحث الأثوري :" ان هائل سعيد قرر ان يستقيل من عمله في البواخر وذلك لقسوة ظروف العمل , وتدني الأجور واثر ذلك سلبا على صحته فعالجه رجل فاضل يدعى ( صالح )يسكن في مرسيليا وهو من منطقة ( الغويرة) ببني شيبة منطقة الحجرية مدينة تعز, والذي أعطاه وصفة من الأعشاب قوامها من القرنفل وتجاوز بها محنتة وإلى الأبد ".

فرنسا شكلت معالم تجارية( لهائل)

وجاء موقع ( ويكييديا) في تلك المرحلة التي عاشها الشاب (هائل سعيد) في مرسيليا (بفرنسا) تشكلت معارف وخبرات تعتبر في واحدة من أكثر مدن العالم حيوية وحركة تجارية. بعد تجربة شاقة دامت عاما واحدا على البواخر التحق الشاب( هائل) بمحطة القوى التابعة لأحد مصانع الزيت التي تعمل بالفحم وبكميات كبيرة، وتجشم مصاعب وظروف العمل المضنية وكان ( هائل) في ذروة معاناته من مشقة العمل والحنين للأسرة, كانت المفاجأة التي تعد تغير حياة للشاب ( هائل ) التي  أراد الله به خيرا له وهي زيارة رجل يدعى ( سعيد العريفي ) في صباح يوم التحاقه بالعمل وأشار عليه ان يعمل في المصنع  الذي يعمل فيه مشرفا.

وهنا كسب الشاب العشريني (هائل سعيد)  ثقة المدير الفرنسي وبعد فترة من التحاقه قرر سعيد العريقي العودة إلى مسقط رأسه بعد سنوات طوال من الاغتراب الجغرافي والنفسي ورشح الشاب ( هائل سعيد أنعم ) بديلا عنه في العمل, وكان نعم البديل ". (للحديث بقية )