آخر تحديث :Sat-13 Dec 2025-05:11PM

تطهير وادي حضرموت وصحراء العبر والمهرة.. ماذا يحمل لنا؟

الخميس - 11 ديسمبر 2025 - الساعة 09:56 م
ناصر العبيدي

بقلم: ناصر العبيدي
- ارشيف الكاتب


/ناصر العبيدي


مشهد بلا مشروع وطني واضح، لم يحمل تطهير وادي حضرموت وصحراء العبر والمهرة مشروعاً وطنياً واضحاً كما كان مأمولاً، فعلى الرغم من الظروف المهيأة التي شهدتها الساحة الجنوبية بعد هذه التطورات، ظل الوضع السياسي في الجنوب يعيش حالة اللّا دولة، نتيجة غياب رؤية استراتيجية وقيادات تمتلك مؤهلات رجل الدولة ومسؤولياته.


لقد كانت الفرصة متاحة وبقوة لإرساء دعائم دولة جنوبية ناشئة تمتلك مؤسسات راسخة وأذرعاً أمنية واقتصادية، إلا أن هذه الفرصة أُهدرت بسبب ضعف القرار الوطني وارتهان كثير من القوى الفاعلة لأجندات خارجية.


غياب الحسم السياسي وتداعياته


أدى هذا الإخفاق إلى تعطل مسار تعزيز السيطرة الجنوبية على أراضيها، وعدم القدرة على مواجهة شبكات التهريب أو إدارة المنافذ الحدودية بصورة فعالة، كما تسبب في هشاشة المنظومة الأمنية، وفي استمرار الفوضى السياسية الناتجة عن الصراعات الداخلية، والانقسامات العميقة، والتدخلات الإقليمية والدولية.


فرصة المجلس الانتقالي التي لم تستثمر


كان أمام المجلس الانتقالي الجنوبي فرصة تاريخية لاتخاذ قرارات حاسمة تعكس إرادة الشعب الجنوبي وطموحاته، من بينها :

- إعلان الحكم الذاتي للجنوب.

- تشكيل مجلس عسكري يتولى مهمة تأمين الجنوب وإعادة بناء المؤسسة الدفاعية.

- تشكيل حكومة جنوبية مصغرة ذات مهام عاجلة وواضحة.

- إنشاء مجلس اقتصادي أعلى لإدارة الموارد وتنميتها.

- تفعيل الجمعية الوطنية وإعادة هيكلة الدائرة السياسية بما يحقق كفاءة أكبر.

- رفد القيادة العليا للمجلس الانتقالي بـمستشارين أكاديميين وخبراء.

- بسط السيطرة على موارد عدن وإدارتها بشكل مؤسسي تدريجي ، ولكن ارتباط القرار الجنوبي بدول الإقليم، وتحول أغلب القوى المتصدرة للمشهد إلى البحث عن السلطة ولا شيء غير السلطة، جعل هذه الخطوات مؤجلة أو مشلولة؛ فأصبح القرار السياسي مرتهناً للخارج أكثر من كونه نابعاً من الإرادة الوطنية.


تصحيح المسار : ضرورة وطنية


لقد بات إصلاح مسار المجلس الانتقالي الجنوبي ضرورة وطنية ملحة.

ويبدأ هذا التصحيح باعتماد خيار العدالة والقانون، والاتجاه نحو فض الشراكة مع الشرعية الوهمية، إذا كان الهدف الحقيقي هو المضي بثبات نحو الاستقلال الثاني واستعادة الدولة.

ختاماً.. سيظل الجنوب كما عهدناه .. حراً، أبياً، شامخاً، لا ينكسر.