آخر تحديث :السبت-13 ديسمبر 2025-01:33م
أخبار وتقارير

هل أخطأت الصحافة الغربية قراءة مشهد جنوب اليمن؟

السبت - 13 ديسمبر 2025 - 11:30 ص بتوقيت عدن
هل أخطأت الصحافة الغربية قراءة مشهد جنوب اليمن؟
عدن الغد/ خاص

يرى الكاتب والباحث أوسان بن سدة أن تصاعد الاهتمام الإعلامي الغربي بالتطورات في جنوب الجزيرة العربية يقابله قصور واضح في فهم تعقيدات المشهد، مؤكدًا أن عددًا من التقارير الأخيرة اعتمدت على توصيفات مبسطة وتصنيفات جاهزة لا تعكس الواقع السياسي والتاريخي على الأرض.


ويشير أوسان بن سدة إلى أن اختزال المجلس الانتقالي الجنوبي في توصيفات من قبيل "الانفصاليين المدعومين إقليميًا" يتجاهل الجذور الشعبية والسياسية والعسكرية العميقة التي نشأ منها المجلس، بوصفه امتدادًا لمسار طويل من الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، وليس نتاجًا لظرف طارئ أو دور وظيفي لقوة خارجية.


ويؤكد بن سدة أن الحديث عن "نهاية وحدة 1990" كحدث مستجد يمثل قراءة مبتورة للتاريخ، موضحًا أن هذه الوحدة تعرضت لانهيار فعلي منذ حرب 1994، وتكرّس فشلها بصورة أوضح مع سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء في عام 2014، معتبرًا أن تحميل الجنوب مسؤولية هذا الانهيار يفتقر إلى الإنصاف السياسي.


وفي سياق متصل، ينتقد الكاتب أوسان بن سدة ما وصفه بالخلط غير المهني بين القضية الجنوبية وملفات إقليمية لا تستند إلى أي وثائق أو مواقف رسمية صادرة عن المؤسسات الجنوبية، بما في ذلك الربط بقضايا التطبيع أو الاصطفافات الدولية، مشددًا على أن مثل هذه الطروحات تخدم الإثارة الإعلامية أكثر مما تخدم التحليل الموضوعي.


وحول توصيف موقف المملكة العربية السعودية، يوضح بن سدة أن تصوير الرياض كطرف معادٍ للتطلعات الجنوبية يتجاهل طبيعة مقاربتها الواقعية القائمة على إدارة التوازنات الأمنية والسياسية في المنطقة، ضمن سياق إقليمي معقّد يتجاوز المفاهيم الأيديولوجية التقليدية للوحدة.


كما يلفت أوسان بن سدة إلى أن استخدام مصطلحات جغرافية وسياسية دون الإحاطة بدلالاتها التاريخية، وفي مقدمتها توصيف الجنوب ضمن قوالب قديمة، يعكس تجاهلًا للهوية الجنوبية ككيان سياسي وتاريخي مستقل، ويغفل التحولات العميقة التي شهدتها المنطقة منذ عام 2015.


ويختتم الكاتب أوسان بن سدة بالتأكيد على أن فهم مشهد جنوب الجزيرة العربية يتطلب قراءة متأنية تستند إلى السياق التاريخي والوقائع الميدانية، بعيدًا عن السرديات الجاهزة، مشددًا على أن الجنوب بات اليوم فاعلًا سياسيًا لا يمكن التعامل معه كملف هامشي ضمن الأزمة اليمنية، بل كقضية ذات مسار وهوية خاصة.