كن مع الحق ولو كنت وحدك دولة رئيس الوزراء الأستاذ سالم بن بريك ، للأسف الشديد تكالب عليك وعلينا مجلس القيادة الرئاسي ، واشد ما يحزننا ويقهرنا أن يصطف بني جلدتنا مع من يريد افقارنا وتجويعنا واذلالنا أكثر مما نحن فيه الان .
بأي دولة في العالم تحترم نفسها وشعبها يفترض أن تبدأ الإصلاحات من هرم السلطة ، وليس من المغلوبين على أمرهم الفئة المسحوقة الفقيرة ، تبدأ من مجلس القيادة الرئاسي وعلى رأسهم سلطان العرادة الانفصالي المقرب من التحالف العربي ، ومن المليارات التي تصرف شهريا لأعضاء القيادة ورئيسهم على حساب الرواتب ، تبدأ من رواتب محافظ البنك المركزي ومجلس إدارته التي تبلغ عشرات الآلاف من الدولارات شهريا ، تبدأ من السفريات والنثريات والطائرات المستأجرة بمئات الالاف من الدولارات .
تبدأ من فروع البنك المركزي اليمني بالمحافظات المحررة الذين هم خارج سيطرة بنك عدن المركزي الكارثي ، الذين فتحوا حسابات جارية للمال العام في مخالفة جسيمة للنظم والقوانين واللوائح المنظمة للبنك المركزي ، تبدأ من المنافذ البرية والبحرية والجوية السيادية التي لا تورد المال العام الى بنك عدن المركزي ، تبدأ من طيران اليمنية وعدن نت والمؤسسات المشغلة للموانئ البحرية والاتصالات و التهرب الضريبي لكبار المكلفين ، تبدأ من إقالة جميع المسؤولين في الأجهزة الرقابية التي لم تقوم بواجبها على أكمل وجه بالحفاظ على المال العام ومحاسبة المتورطين .
السؤال الأهم الذي لم يسأل على الإطلاق ، لماذا لا تتم اقالة جميع المسؤولين عن تلك المرافق الايرادية الكبرى الرافضة توريد المال العام للبنك المركزي ، الإجابة لأن تلك المرافق فقدت المصداقية والأمانة لدى البنك ، لسان حالهم جميعآ قال ويقول نودع ولا نستطيع سحب حتى رواتب موظفينا و ميزانيتنا التشغيلية ، أولوية الصرف لمن في بنك عدن المركزي .
مجلس القيادة الرئاسي الكارثي يشترط تحريك الدولار الجمركي الى الضعف ، قبل توريد الإيرادات المركزية الى بنك عدن المركزي ، يعني ذلك مضاعفة الرسوم الجمركية والضرائب للضعف وينعكس ذلك سلبا على معيشة المواطن لوحده ، جميع السلع المستوردة وحتى المحلية سترتفع الى أضعاف مضاعفة وليس الى الضعف كما يتصور البعض .
حتى تعرفة نقل الركاب والبضائع سترتفع بعد ارتفاع الرسوم الجمركية والضرائب على المشتقات النفطية ، وكذلك السلع المعفية لن تكون في مأمن من التسونامي القادم ، إنها ليست قضية شخصية لسالم بن بريك لكي يقف وحيدا في مواجهتها .
على الرأي العام في المناطق المحررة ان يقول كلمته قبل أن يقع الفأس بالرأس ، بكل صراحة جاري تدميرنا وتفقيرنا وتجويعنا بصورة مدروسة وممنهجة بايدي محلية منزوعة الضمير والإنسانية .
كتب دوستويفسكي يوما :
أنا في نظرهم أهون شأناً من حصيرة ، ذلك مايرهقني ويضنيني ، ليست مصاعب المال هي التي تقتلني ، وإنما تقتلني هذه الإذلالات وهذه الهمسات وهذه الإبتسامات الساخرة ، لقد أصبحت أستحي أن أحيا ، هويت إلى أدنى ما يهوي إليه متشرد بغير جواز سفر .