شهد شارع التحرير وسط مدينة تعز صباح اليوم حالة استنفار إنسانية واسعة بعد اختفاء شاب يعمل في إحدى الصيدليات ويبيت فيها بشكل يومي. تأخر الشاب عن فتح الصيدلية حتى الساعة العاشرة صباحًا، الأمر الذي أثار قلق جيرانه والباعة المحيطين به بشكل غير مسبوق.
وبحسب روايات السكان، فإن العامل — الذي اعتاد فتح الصيدلية باكرًا — لم يظهر في الوقت المعتاد، ولم يُسمع له أي صوت من داخل المحل، ما دفع الجيران للاعتقاد بأنه قد يكون توفي داخل الصيدلية. وعلى الفور، جرى إبلاغ الجهات المختصة، وانتشرت منشورات في “فيسبوك” تطالب بالتحرك العاجل، كما تم إبلاغ المحافظ والوزير ونائب الرئيس.
وبعد جهود كبيرة، حضر فريق من الأمن ليتم فتح باب الصيدلية باستخدام آلة “الجلخ”، وسط حضور وقلق الأهالي الذين تجمعوا بقلوب خائفة على مصير الشاب.
لكن المفاجأة كانت صادمة ومضحكة في آنٍ واحد…
فما إن تم فتح الباب حتى وُجد الشاب نائمًا بعمق، ولم يكن يدري بما جرى خارج الصيدلية، ولا بحالة الطوارئ التي عاشها الحي بالكامل من أجله. فقد غلبه النوم بعد ليلة عمل طويلة، بينما كان الناس في الخارج يعيشون لحظات قلق كبير.
وقال عدد من الجيران إن الشاب معروف بحُسن أخلاقه وطيب تعامله، وإن غيابه ترك فراغًا حقيقيًا في الشارع، ما دفع الجميع للبحث عنه والاطمئنان عليه بلا تردد.
وتداول ناشطون القصة على نطاق واسع، مؤكدين أن هذه اللحظة الإنسانية تذكّر بأهمية التراحم والتفقد بين الناس، خصوصًا في مدينة تعيش ظروفًا بالغة الصعوبة مثل تعز.
غرفة الأخبار / عدن الغد