آخر تحديث :الإثنين-27 أكتوبر 2025-10:24م

بين النقد البناء والتجريح الشخصي.

الإثنين - 27 أكتوبر 2025 - الساعة 02:02 م
مطلوب العود

بقلم: مطلوب العود
- ارشيف الكاتب


تمر بالأوطان في هذه المرحلة أموراً عصيبة، تعقدت فيها الظروف وتشابكت المسؤوليات، حتى أصبحت التغييرات الحقيقية عملية جماعية تتجاوز قدرة الفرد الواحد مهما كانت مكانته أو موقعه في السلطة.


وفي ظل هذا الواقع، أصبح النقد أداةً بالغة الأهمية إن استُخدم بوعيٍ ومسؤولية، كما يصبح سلاحاً خطيراً إن انحرف عن مساره الصحيح.


ومن الطبيعي أن يعبر الكاتب أو الناقد عن رأيه في أداء جهة أو مسؤول، لكن عندما يوجه النقد لشخصٍ بعينه، وفي وقتٍ يعلم فيه الجميع أن يده قد تكون مغلولة بظروفٍ خارجة عن إرادته، فإن الرسالة قد تُفهم على غير مرادها، فالقارئ المتابع والمتمكن لا يقرأ الكلمات فحسب، بل يقرأ ما وراءها؛ فإذا وجد فيها حدةً شخصيةً أو استهدافاً مباشراً، تولّد لديه انطباع بأن الكاتب لا ينطلق من حسٍّ وطني، بل من موقفٍ شخصي أو مصلحةٍ ضيقة… يعني( مبتز).


النقد البناء لا يهدف إلى النيل من الأشخاص، بل إلى تصويب المسار، وإضاءة مكامن الخلل بروحٍ من المسؤولية والاحترام

النقد هو دعوة للتصحيح، لا وسيلة للتشهير

فكل كلمة تكتب في هذا الزمن الصعب يجب أن تكون عوناً على الإصلاح، لا عبئاً يزيد الانقسام أو يزرع الشكوك.


لذلك، من الحكمة أن يوجه الناقد قلمه نحو الفكرة والسياسة والإجراء، لا نحو الأشخاص. فالمؤسسات تُقوَّم، لا الأفراد؛ والقرارات تناقش، لا النوايا.

إننا بحاجة اليوم إلى نقدٍ واعٍ ومسؤول.

فالكلمة موقف، والمسؤولية أمانة، والنقد الشريف هو الذي يبني ولا يهدم، ويقرب ولا يفرق.