آخر تحديث :الجمعة-19 ديسمبر 2025-06:51م

معيار الاختيار بين الكفاءة والقاعدة الشعبية

الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - الساعة 07:26 م
محمد بن عقيل

بقلم: محمد بن عقيل
- ارشيف الكاتب


في المجتمعات المتقدمة لا يختار المسؤول بناء على الأهواء أو المحاباة بل وفق معايير واضحة ومحددة منها الكفاءة الخبرة النزاهة والقدرة على تقديم خدمة ملموسة للمواطن المعيار الإنساني هنا بارز نختار من يخدمنا لا من نحب شخصيا هذه البساطة المنطقية هي عماد دولة فعالة ومجتمع مزدهر


أما في واقعنا فتختلف الصورة جذريا. كثيرا ما تبنى خياراتنا على الانطباعات والإحالات اللفظية أو على قواعد جماهيرية تكوّن بالمال والوعود يصبح معيار الانتخاب أو التعيين هو حجم القاعدة لا حقيقة الإنجاز فيقاس القائد بمدى صخب مؤيديه لا بقدرة هذا القائد على إدارة ملفّات الناس وحل مشاكلهم اليومية


معيار الاختيار الحقيقي ماذا سيقدم لك المسؤول؟


المعيار الذي لا بد أن نتمسك به هو سؤال واحد بسيط وواضح ماذا قدم هذا الشخص للمواطنين؟ وماذا سيقدم؟


هل يمتلك سجلاً عمليا واضحا في إنجاز المشاريع؟


هل يملك رؤية قابلة للتنفيذ لتحسين الخدمات؟


هل يتمتع بالنزاهة والالتزام العام؟



من يجيب ( بنعم ) على هذه الأسئلة يستحق الثقة

ومن لا يملك إجابة مقنعة لا يستحق موقعا يحدد مصائر الناس وايضا من الغباء السياسي أن ترى مواطنا يبرر وقوفه مع مسؤول رغم فشله في توفير أبسط مقومات الحياة قائلا أنا مع فلان حتى على فانوس! أي استسلام هذا؟ أي منطق يقبل أن يظل المرء متحديا للواقع والمصلحة العامة إلى حد التحلف بحب اعمى لشخص لم يقدم له شيئا؟


المواطن لا يقف مع المسؤول من أجل تنميق الصورة أو الشعور بالانتماء بل ليضمن حقه في ماء وكهرباء وخدمة وصحة وتعليم إن كانت الخدمات غائبة فالحكم مفروض إما العمل الجاد أو الرحيل إلى مزبلة التاريخ


المصيبه عندما يصبح معيار الاختيار شهوة الجماهير أو التزكية الفارغة تظهر النتائج في صورة واضحة:


فساد يتفشى داخل المؤسسات لأن الرجل غير الكفء لا يعرف كيف يدير المال العام


مشاريع تتعثر وتتوقف


خدمات أساسية تتراجع


ثقة المواطن بالدولة تنهار فيستبدل العمل المؤسسي بالمناورات السياسية


أيها المحترم لا تسمح لإنصاف الحقائق أن تحمل باسم قضاياك تعلم أن تسأل


ما هي إنجازات هذا الشخص؟


ما هي مؤهلاته وخبراته؟


هل لديه خطة واضحة وميزانية مضمونة لتنفيذها؟



الاختيار مسؤولية وطنية وليس ترفا عاطفيا الشعار الجميل لا يكفي التنفيذ يثبت أو يكذب أي وعد



القضية الحقيقية ليست في من نحب بل في من يستطيع أن يجعل حياتنا أفضل إذا لم يقدم المسؤول الخدمة التي نستحقها كهرباء ماء صحة تعليم فمكانه الطبيعي ليس في المواقع القيادية بل في سجل الفشل الذي يدرس كدرس يستفاد منه


لا نقبل الوعود بلا إنجاز ولا نقدس الشهرة بلا معيار


اختر بالقلب والعقل معا قلبك يطالب بالكرامة وعقلك يطالب بالمعيار إن جمعتهما ستعيد للوطن مجده وإلا فالمسؤول بلا عمل إلى مزبلة التاريخ