آخر تحديث :الجمعة-10 أكتوبر 2025-04:06م

الجنوب، ومأزق الشعارات!

الخميس - 09 أكتوبر 2025 - الساعة 09:02 م
عبدالرب السلامي

بقلم: عبدالرب السلامي
- ارشيف الكاتب


بقلم: عبدالرب السلامي

9 أكتوبر 2025م.


من لم يعايش البيئة السياسية في جنوب اليمن سيصاب بالدهشة من تناقضاتها الصارخة. مفارقات كثيرة عشناها في العقود الماضية انعكست سلبا على أبناء الجنوب، وعلى قضيته، وعلى المشهد اليمني بشكل عام.


من المفارقات الجديدة، أن ترى من يتنكر للهوية اليمنية جملة وتفصيلا، ويرفع شعار "الجنوب العربي" كهوية بديلة، ثم في الوقت نفسه يدعو إلى ضم أقاليم شمالية إلى الجنوب!


وفي المقابل، ترى من ينتمي إلى حزب وحدوي مقره العاصمة صنعاء، وهو عضو في برلمان الجمهورية اليمنية، وأقصى ما يطرحه مشروع "إصلاح مسار الوحدة"، لكنه في الوقت ذاته يعتبر الاتحاد مع تعز ومأرب خيانة وطنية عظمى!


هذه المفارقات تكشف عن أزمة في التفكير السياسي، وعن استسهال مقلق بوعي الناس، ولعل لآثار التنشئة الثورجية التي تسببت في مآسي الجنوب في الماضي أثرها في الحاضر.


لذلك نكرر القول: "إن الجنوب بحاجة إلى أدوات وعي لتهذيب العقلية السياسية قبل أي حوار حول موقعه في المعادلة الوطنية". من المهم أن يُدرك الرعاة الدوليون والإقليميون للملف اليمني أهمية هذه المسألة وأثرها على الحل الشامل في اليمن.


ما يبعث على الأمل أن جماهير شعبنا في الجنوب باتت اليوم أكثر وعيا من السابق، ولم تعد تنطلي عليها الشعارات والمزايدات. لكنها، مع هذا الوعي، لا تزال بحاجة إلى رافعة سياسية تحمل مشروعا واقعيا ورشيدا.