أمريكا يقودها المحامون، فبرعوا في تلفيق التهم للشعوب وإدانتها، وبرعوا أيضاً في التملّص من جرائمهم وجرائم حلفائهم، كإسرائيل التي تُبيد الأطفال والنساء وتهدم المساكن على رؤوسهم، ثم تُقدَّم للعالم على أنها دولة تدافع عن نفسها ضد “الإرهابيين”. ومع ذلك، صدّقها المنبطحون وأيّدوها، وردّدوا تبريراتها على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
أما الصين، فيقودها المهندسون، فازدهرت وعانقت الفضاء، وصارت عروس الكوكب ببروجها الشاهقة والمتراصفة، وشوارعها وخطوطها المصمَّمة بدقةٍ هندسيةٍ بديعة، كأنها شرايين وأوردة لكلٍّ منها وظيفته ومساره الذي لا يصطدم بغيره
وملأت الدنيا بصناعاتها التي شملت مختلف التكنولوجيات الحديثة والمتطورة.
وأما اليمن، فيقودها الإعلاميون الذين لا يملكون أي مؤهلات تُزكّيهم لقيادة مرفق صغير في قرية نائية، سوى أنهم كثيرو الكلام، يتشدقون بالوطنية وحب الوطن، وهم من ذلك براء؛ فصارت البلاد غارقة في المناكفات الإعلامية العقيمة التي لم تقدّم اي حلولٍ لأبسط المشاكل، وأزعجوا العالم بضجيج هذه المناكفات، وشرشحوا بالبلد، وانشغل كل مسؤولٍ بتشويه الآخر، وإبراز سلبياته في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحريض أتباعه الطامحين إلى الوصول لما وصل إليه، إذ لا تقل مؤهلاتهم ضعفاً عن مؤهلاته.
ناهيك عمّن أُزيحوا عن مناصبهم؛ فهؤلاء لا يصمتون ولا يخجلون من تشويه صورة اليمن بأقبح الصور، كالقتل، والاختطافات، وغيرها من الجرائم التي تعكس وجهاً سيئاً عن الشعب اليمني، وعن مروءته، وحكمته التي عُرف بها منذ القدم، عندما كان يقودها الحكماء والشجعان أمثال:
أسعد الكامل،
وذو نواس،
وشمر يهرعش،
وبلقيس — رمز الحكمة والدهاء السياسي.
وغيرهم الكثير ولايسعني هنا الشرح والإسهاب، ولكني أردت أن أقول إن المجد الذي بناه هؤلاء العظماء، هدمه هؤلاء الإعلاميون (المسؤولين عن البلد) الذين أظهرونا كخرافٍ لا تتقن سوى الثغاء، والأكل، والتناسل.