آخر تحديث :الجمعة-10 أكتوبر 2025-09:17م

مجلس القيادة وتجارب المجالس الرئاسية السابقة.

الجمعة - 19 سبتمبر 2025 - الساعة 04:12 م
عبدالرب السلامي

بقلم: عبدالرب السلامي
- ارشيف الكاتب


بقلم: عبدالرب السلامي

19 سبتمبر 2025م


مرت اليمن، منذ إعلان الجمهورية عام 1962م، بعدة تجارب للمجالس الرئاسية، غير أن معظمها لم يُفضِ إلى استقرار سياسي، بل تحوّلت سريعا إلى محطات نزاع جديدة.


السبب -في تقديري- أن هذه المجالس كانت تنشأ كحلول ظرفية مؤقتة، تمليها توازنات داخلية أو ضغوط خارجية، من غير أن تستند إلى أساس دستوري راسخ. ولهذا كانت سرعان ما تتحول، مع أول اختلال في تلك التوازنات، إلى ساحات صراع تعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.


اليوم، وبعد أكثر من ستة عقود على التجربة الأولى، يقف مجلس القيادة الرئاسي الحالي أمام أصعب اختبار في تاريخ اليمن الحديث، في ظل حرب مستمرة وانقسام جغرافي وسياسي عميق.


ولكي يتجاوز المجلس مصير من سبقه، عليه أن يعيد قراءة تلك التجارب قراءة ناقدة ومعمقة، وحينها سيجد نفسه أمام مفرق طريق حاسم: إمّا أن يتجاوز الخلافات الصغيرة ويغلب وحدة الصف والمشروع الوطني الكبير، ليؤسس بذلك لمرحلة انتقالية حقيقية تستعيد الدولة وتحقق السلام والاستقرار، وإمّا أن يعيد إنتاج الحلقة المفرغة ذاتها، ليصبح مجرد محطة جديدة في مسلسل الانهيارات المتواصلة.


في الحلقة القادمة سنسرد محطات المجالس الرئاسية في الشمال والجنوب وبعد الوحدة، وأسباب فشل كثير منها.