يعتبر الحياء هو المانع من الوقوع في الرذائل و الأعمال التي تخدش حياء الإنسان السوي.
فإذا فقدنا الحياء فلن يمتنع أحدنا عن فعل كل قبيح، وما نراه اليوم من فساد وعلى نطاق واسع وخاصة في المؤسسات العامة التي نرجو منها خدمة المجتمع، فلا نجد القانون والدولة الرادعة، ولكن بقي معنا أن نطالب تلك القيادات بالحياء ليرتدعوا عن فعل ما أفسدوه بحق هذا الوطن.
إن قلة الحياء تقلب جميع الموازين ، فيصبح الفساد مشروع وقلة الحياء لابد أن تكون من الصفات المميزة والواجبة للقائد... وهنا يسقط الشرف والكرامة والعدالة والمساواة وتسقط الإنسانية والرحمة بعدها وبكل سهولة يسقط الوطن والشعب معا!
فلم نعد نعرف اليوم في بلادنا ماذا نحارب، مما أوجده الغباء الذي فتح علينا أبواب البلاء من الوباء و الغلاء، وأصبحت قلة الحياء، تتميز بها البلاد ، فعشنا حقبة زمنية، هي أتعس وأرذل حقبة تحت قيادات من نوع الخردة التي لا يمكن إعادة تدويرها.
لكن نظل مع الأمل الذي زرعه فينا ديننا الحنيف، كلما أغرقنا الفساد و أصابنا اليأس، لا زلنا نمضي رغم الجراح، إن مجتمعاتنا الموبوءة بالغرباء عن الحكم ومعرفة القوانين. صار فسادهم يجثم على صدورنا كالجبال، حيث يرفع السفهاء إلى القمة، وتوكل لهم الأمور ، بينما يحارب المخلصون الأوفياء، وتعمل تلك الشلل ليلاً نهاراً على تلاشى كل القيم، والقضاء عليها من خلال القضاء على الأحرار الذين يمثلونها، من أجل غياب الوعي في أوساط المجتمع، وتتجلى بعدها التفاهة بكل وضوح وتمارس أعمالها دون حياء... وما نراه اليوم ببلاد بلا راع يحمي ويردع...
حتى أصاب رأس الحكومات ومؤسساتها الصدأ، فصارت أبوابها لا تفتح، فطال عليها الأمد، فكانت أثقل مما نتصور لمن أراد فتحهها.
إن قلة الحياء إلى جانب الغباء من المشاكل التي ابتليت بها البلاد، لكن أصبحت الحرب معلنة دعماً للغباء الذي لا يخرج عقول سليمة قادرة على البناء ، لأن الغباء؛ أول طريق إلى البلاء الذي أوجد الرذائل كلها، واصبحنا تحت من ليس له حياء، وقد قال : النبي صلى الله عليه وسلم، [إذا لم تستح فاصنع ما شئت]...