قبل عام 2015 كانت معنويات شعب الجنوب بالسماء، مع أننا كنا نرزح تحت الاحتلال، لكن كنا نمتلك الهيبة والكرامة، كانت قوى الاحتلال هي الحلقة الأضعف في معادلة الثورة السلمية الجنوبية، ثم أتت ما يسمى بعاصفة الحزم، ولاحت بالأفق ثورة الشعب المجيدة، فسحقت المحتل القديم والجديد المتمثل حوثي عفاشي، وهلت بشائر النصر، وتنفس الشعب الحرية من جديد، بعد أن قدم قافلة كبيرة من الشهداء، ناهيك عن الجرحى والأسرى والمفقودين.. إلى هنا تمام التمام، الاحتلال سلم بالهزيمة ومعظم رعاياه غادروا الجنوب.
لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ تراجعت الثورة شيئاً بشيء وبدأت الصدمات تضرب شعب الجنوب، فكانت أول الصدمات عودة ما يسمى شرعية الاحتلال إلى عدن، وظن الشعب أنها مجرد استراحة لشهر شهرين حتى يتمكن أهل اليمن من تحرير صنعاء، فمرت السنة الأولى وشرعية الاحتلال تتمدد وتسيطر شيء فشيء على كل مقدرات شعب الجنوب بما في ذلك سيادة القرار والحكم.
يا إلهي ماذا يجري هل نحن بحلم أو بعلم، كيف تلاشى انتصار الشعب الساحق، ثم توالت الصدمات المدمرة والمزلزلة في مشوار الحوار العبثي ثم انتهى بشراكة كارثية، قضت على آمال الشعب بالانعتاق من جحيم المحتل الهمجي، لم ينتهي الأمر بالشراكة والفساد، بل وصل الأمر مع تلك الشراكات إلى حصار وتجويع وتركيع شعب الجنوب.
ما يزيد القهر هي معزوفة الشراكة مع التحالف، كيف لتلك الشراكة أن تترك شعب الجنوب في عنق الزجاجة والمعاناة ثم تأتي أمريكا لتعقد الصفقات التجارية والاستثمارية مع الأشقاء بمليارات الدولارات وهناك شعبا بالجوار ينزف حربا وجوعا، ومرضا.
أليس ذلك من ضرب الجنون والخيال؟
ليس القصة هنا، لكن القصة التي قسمت ظهر شعب الجنوب هي كيف تبخرت الثورة، وكيف صمتت القيادة؟
أمر حير الشعب لحد الجنون.
فيا ترى ما هو الشيء الحانب؟