آخر تحديث :السبت-10 مايو 2025-02:58ص

علي عبيد التأمي.. الراحل جسدًا المتجذّر في ثنايا الروح حبًا

الأحد - 01 سبتمبر 2024 - الساعة 05:25 م
علي ثابت التأمي

بقلم: علي ثابت التأمي
- ارشيف الكاتب




الموت أمرًا لا مفر منه ومصيرًا إليه تأول كل الأرواح، لكن الاشتياق لمن رحلوا لا يأفل ولا يذهب حتى تغادر الروح الجسد، ومنذ تلك الليلة البئيسة المظلمة التي نقل لي فيها خبر أصابة عزيز روحي وأنيس وحشتي علي عبيد برصاصة غادرة وبآيادي آثمة وحتى اليوم التالي التي أكد فيها رحيله وذهني وجميع حواسي لم تستوعب تلك الفاجعة، حين نقل إلى المستشفى كل من ذهب إليه أدرك حقيقة خطورة الأمر وأنه ميت لا محال له، إلا أنا كنت أذهب من شخص إلى آخر لم أتمالك ولم استوعب كيف لي أن اتخيل حياتي من دونه فكنت أخبرهم بلهفة المشتاق لحبيبه بلسان الصديق إلى عضيده، وليس بحال المعترض لأمر الله بأن علي لن يمت سيعود إلينا ببسمته الصادقة، وبطلته البهية، وبروحه البشوشة، وبتواجده العظيم!

لكن الموت كان أسبق، لقد تأكد الخبر حين همس في أذني الدكتور عبادي وقال لي تمالك نفسك فلا نملك إلا الدعاء له علي قد رحل إلى ربه، دارت بي الأرض تمنيت لو أن الموت أخذني دونه.

أعيد شريط حياته أمامي في تلك اللحظة وقلت لنفسي كيف لكِ إن تنسيه أين تذهبي حتى يوارى الحزن منك؟ وهو موجود في كل تفاصيل حياتك، لقد كنا متلازمان من طفولتنا ودراستنا، تشاركنا كل شيء معا كان أخ لا يعوض وصديق لا يشبه غيره، وأنيسًا رغم الظلام، وكريمًا رغم العوز والحاجة، كان متكأ لروحي وأنيس لوحشتي!

فرحل تاركًا خلفه قصة وجع وجراحًا في قلبي لا يندمل!
رحل ليخبرنا جميعًا إن الطيبين لا يعيشوا كثيرًا !، فالموت كما قال الشاعر:
الموت نقادٌ في كفهِ * جواهرٌ يختار منها الجياد.
علي رحل -ورحل- معه كل شيء جميل.

اللهم إنه في جوارك وبين يدي رحمتك فشمله بلطفك وعفوك واسكنه فسيح جناتك.