آخر تحديث :الثلاثاء-04 نوفمبر 2025-02:19م

رحيل حنين .. ستبقى ذكراها في قلوبنا جرحاً غائراً لن يندمل

الخميس - 16 مايو 2024 - الساعة 04:34 م
محمد عادل العمري

بقلم: محمد عادل العمري
- ارشيف الكاتب





والد الطفلة #حنين_البكري.. يمرُّ بفترةٍ عصيبة، وضغطٍ شديد، وحُزنٍ عميق، وكآبةٍ مُوحشة تقتلُ الرُوح، وتُدمي القلب، وتُميتُ المشاعر ..ووالله إنّه لا يُلام! فـما حصل له، ومـا عاناه ليس بالأمر الهيّن الذي يُمكـنُ التجاوزُ عنه، أو الصبر عليه!

إن كانت الطفلة حنين ماتت مرةً واحدةً فإنَّ أباها يموتُ في اليوم ألف مرةٍ من شدة الحُزن عليها، وألم التُّحسر لِفراقها! كيف لا وهي فلذّةُ كبده، وروحُ رُوحه، ومُهجة قلبه، وأُنسُ عُمره، وسعادة أيّامه ..

لذا.. فإنَّ الواجب المُتحتَّم علينا هو أن نتوقف عن الضغط على أبيها، أو الخوض في مُهاتراتٍ تخصُّ قضية ابنته البريئة؛ احتراماً منا لمشاعر والدها، وما حلّ به، وما أصابهُ ويُصيبهُ من أوجاعٍ وآلامٍ تكادُ الجبالُ تنهدُّ منها لشدةِ وقعِها!
فنحنُ لن نكون أعظم حُزناً منه، ولا أحرص على قضية ابنته أكثر منه، ولن نكون أقوى ولا أقدر على الإمضاء أو العفو أشدَّ منه ..

كما أتمنى من والد الطفلة حنين، الأستاذ ابراهيم البكري أن يبتعد إن استطاع أو -قدر المُستطاع- عن مواقع التواصل الاجتماعي؛ فإنّها تزيدُ الحُزن حُزنا، والهمَّ همّا، وتُشتّت الذهن، وتُقسي القلب. وأن يأخذ فترة استراحةٍ ونقاء؛ وخُلوُّة روحانية بالله انعزالاً له واتصالاً به؛ فهي والله للبال راحة، وللروح صفاء، وللقلب شِفاء، وللهمِّ وِجاء، وللحُزن دواء ..

وحقاً.. فقد فرحنا جميعاً بقرار المحكمة العُليا الذي أعلن عن الحكم بالاعدام على قاتل الطفلة البريئة حنين، سعادتنا عارمة بتحقّق العدالة، وانتصار الإنسانية ..
قرار المحكمة العادل خفّف آلامنا، وأزال همومنا، وأراح ضمائرنا، وجعل الأمل يدبُّ في أرواحنا ولسانُ حالنا يقول ..(لا زالت الإنسانية بخير، ولا زال نور الحق ساطعاً يُضيء ظُلُماتِنا!)

وأخيراً وليس آخراً أقول.. إنَّ رحيل حنين لم يُوجع أباها فقط؛ بل أوجعنا جميعاً، وستبقى ذكراها في قلوبنا جُرحاً غائراً لن يندمل، وسيبقَ نازفاً أمد الدهر ..

محمد عادل العمري
الأربعاء١٦مايو٢٠٢٤م