ان الرجال الكبار من أصحاب الهمم العالية، يأتي بهم الزمان تعويضاً عن حِقب أجدبت من الرجولة، وأقفرت من العزمات، وتجود بهم الأمم بعد مخاض عسير، وآلام مبرحة، وأزمات شداد، لتبرهن بهممهم على معدنها الأصيل.
ان الرأسمال الحقيقي والثروة الحقيقية للأمم والشعوب هما بدرجة الأولى الأشخاص المنتجون والعقول المبدعة القادرة على العطاء باستمرار ودونما نضوب، وطالما اننا نؤسس اليوم مجدداً لدولة الوفاء، فأبسط المبادئ أن تؤسس لشيء عظيم وأن تكون وفياً مع من يستحق الوفاء والتقدير ممن لديهم دراية بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعروفين بنباهتهم وما يحملونه من قوة فكرية وسياسية، فالحكمة والحنكة هي متطلبات أساسية في مثل هذا الوقت وهذه المرحلة ، ويفترض توفرها في الرجل المناسب في الزمان والمكان المناسب ، فالرجال الذين يتحلون بالصفات المنفتحة والفكر النير المتطور، المشهود لهم بالمواقف الإنسانية والتاريخية النزيهة والكريمة الحافلة بالعطاء والبذل والآمال والطموحات هم من يجعلنا نثق ونطمئن لوجودهم ونجزم بأن المستقبل سيكون معهم أفضل وفي أي مكان يكونوا فيه سينجزون ويقدمون المزيد من العطاء والتطوير...
لهذا فإن أي فكرة أو مشروع بنائي أو إصلاح أمة أو شعب، إنما يكون وراءه أناس عظماء، من أصحاب الكفاءات والقدرات العلمية المؤمنون بفكرتهم، العاملين عليها، حتى يصلون إلى أهدافهم، في بناء دولة مدنية حديثة ومجتمع مدني متماسك يسوده الأمن والاستقرار،
الرجال الأقوياء من الشرفاء النزهاء الأغنياء معنوياً ومادياً هم وحدهم القادرين على التعامل مع مواقف الحياة الصعبة بحكمة وذكاء ويعرفون متى عليهم مواجهة هذه الصعاب، فالشدائد وحدها تكشف كوامن الأخلاق وسلوكيات ومرؤة وصدق وشجاعة الرجال، وتسفر عن حقائق النفوس، ولا تُعرف الرجال إلا عند المواقف والفتن والأزمات، فالرجال والمواقف تصنع بعضها البعض, ولو لا المواقف لم يعرف الرجال الصادقين ولولا الرجال لما كانت المواقف التي يقف عندها الاجيال الذين من بعدهم !! فالمواقف هي معيار الرجولة!! والشيخ صالح الضباعي نموذج هذه الرجال
حيث أقيم برعايته الكريمة ظهيرة يوم السبت ٩ نوفمبر ٢٠١٩م في مدينة برمنجهام البريطانية مهرجان وحفل كبير ولافت وذلك لخريجي الجامعات البريطانية من ابناء الجنوب بحضور عدد من كبار المسئولين البريطانيين ، اعضاء برلمانيين واعضاء مجلس محلي لمدينة برمنجهام برئاسة عمدة المدينة وممثلي مؤسسات تعليمية وجاليات وكذا مكونات جنوبية وجمع غفير من ابناء الجالية الجنوبية.
،بدا الحفل بآي من الذكر الحكيم ثم كلمة لرئيس مجلس يافع وعضو الجمعية الوطنية الجنوبية السلطان علي بن فضل آل هرهره ، رحب في مستهلها بالحاضرين وعلى رأسهم عمدة برمنجهام وبراعي الحفل الشيخ صالح الضباعي، كما تطرق الى مزايا العلم والتحصيل والمعرفة وأشاد بالحصيلة التعليمية للخريجين وما بذلوه وذويهم من جهود لبلوغ هذا الانجاز الهادف
ولعل أهم ما أضاف للحفل رونقه ومظهره البهيج هو حضور راعيه رجل الاعمال اليافعي الشيخ/ صالح بن محمد الضباعي، الذي عبّرت كلمته المميّزة عن اعتزازه برعاية الحفل والاشادة بالخريجين وبالقيم الرفيعة لمكانة العلم والمعرفة في رقي المجتمعات.
ثم جاءت كلمة الدكتور عيدروس النقيب رئيس الادارة العامة للشئون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي كمشارك للحفل بمعية ممثلي مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي في بريطانيا وتحدث في كلمته عن مكانة العلم والعلماء والمفكرين وشدّد على أهمية ان ينهل شبابنا من هذا المخزون الثري لما من شأنه خدمة مجتمعهم ووطنهم الأم .. هذا ومن ضمن من شاركوا بالحفل كلمات بالمناسبة هما عمدة برمنجهام محمد عزيم والبرلماني جون سبلر وكلاهما اشادا بدور جاليتنا في المساهمة بتطوير هذا المجتمع وثمنا مكانة العلم ودور مجلس يافع بتشجيع الشباب من ابناء الجالية في هذا المضمار .
بعد ذلك تم تكريم حملة البكالوريوس ثم الماجستير والدكتوراه، وعن الخريجين تحدث عدداً منهم عن تجربتهم في دراستهم وكيف وفّق البعض منهم بينها وبين اعمالهم حتى نالوا الشهادات العليا ، كما قدموا خالص الشكر والتقدير لمنظمي الحفل وداعميه متمنين للجميع التوفيق والنجاح.
و أختتمت فقرة التكريم هذه بتكريم مجموعة ممن قدموا خدمات جليلة لابناء الجالية وكان ابرزهم جمعية الجالية في مدينة ساندول والتي سبق لها ان حصلت في هذا العام على الدرع الملكي كأفضل جمعية خيرية في بريطانيا، كما كرّم الحفل عدد آخر من المبدعين ومن الرعيل الأول للمغتربين ومنهم الأخ علي عبد الكريم والشخصية الباسلة محمد بن محمد ثابت الذي اجترح معارك عمالية ووطنية بطولية .