آخر تحديث :الخميس-23 أكتوبر 2025-07:26ص
أخبار المحافظات

الملاذ الأخير يستغيث": الوحدة الصحية بخور عميرة تقاوم الظلام وتنادي بالدعم

الخميس - 23 أكتوبر 2025 - 04:00 ص بتوقيت عدن
الملاذ الأخير يستغيث": الوحدة الصحية بخور عميرة تقاوم الظلام وتنادي بالدعم
تقرير/ معاذ يوسف/ لحج

تُمثّل الوحدات الصحية الركيزة الأساسية للرعاية الصحية الأولية في الأرياف والقرى النائية بمحافظة لحج، وهي الملاذ الوحيد لمئات المواطنين البسطاء الذين يتوافدون إليها للحصول على الخدمات والعلاج. لقد ساهمت هذه المرافق الصحية البسيطة في التخفيف من معاناة المرضى، خاصة النساء والأطفال. يسلط هذا التقرير الضوء على إحدى هذه المنشآت الحيوية في مديرية المضاربة والعارة بمحافظة لحج: الوحدة الصحية الواقعة وسط منطقة خور عميرة الساحلية، والتي تخدم كل مناطق وقرى خور عميرة وتقدم خدمات الرعاية الأولية.

"دور حيوي وإمكانيات متواضعة"

على الرغم من التحديات وشحة الإمكانيات التي تواجه القطاع الصحي برمته، فإن الدور الذي تؤديه الوحدة الصحية بخور عميرة لا يمكن إنكاره. تكمن أهميتها في وصولها المباشر للمواطنين لقربها من القرى، مما يجنبهم عناء السفر لمسافات طويلة للحصول على خدمة صحية أولية.

تُعد هذه الوحدة الملاذ الأول والأخير لأهالي القرى المجاورة، وتُصنف كأحد أهم المرافق الصحية الحيوية في المديرية، حيث تخدم أعداداً كبيرة من سكان ساحل خور عميرة، إضافة إلى النازحين في المنطقة الذين لا يجدون سبيلاً لعلاج أطفالهم وذويهم خاصة النساء والأطفال، إلا عبر هذه الوحدة الصحية.

'طاقم طبي يُقاوم الظروف القاسية"

مع إشراقة كل صباح، وفي تمام الساعة الثامنة، تمتلئ الوحدة الصحية بالعشرات من المرضى، أغلبهم من النساء والأطفال، لتلقي الرعاية الصحية ويعمل الطاقم الطبي بتفانٍ وجهد متواصل، في استقبال المرضى وتقديم الخدمات الصحية الأساسية، حيث تتنوع الخدمات المقدمة لتشمل صرف الأدوية، والتمريض، والتحصين، والصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، ومتابعة حالات سوء التغذية للأطفال، وغيرها من الخدمات المتاحة وفق الإمكانيات المتوفرة.

أثناء جولة ميدانية، لمسنا إشادة المرضى والمترددين بالخدمات الصحية المجانية المقدمة، وبالجهود الإنسانية والأخلاقية التي يظهرها الكادر الطبي في التعامل والتعاون. كما أشادوا بمستوى الانضباط الوظيفي للعاملين، منوهين بالدور الإيجابي الذي لعبه مدير الوحدة، الدكتور مدين بجاش صالح، في إحداث نقلة نوعية وتحسن ملحوظ في سير العمل والارتقاء بمستوى الخدمات.

تروي إحدى الأمهات المستفيدات أنها تقطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى الوحدة لتلقي الرعاية الصحية، ومنها تحصين طفلها وصرف "الشعير" المخصص للأطفال المعرضين لسوء التغذية ونقص الوزن. وقدّمت شكرها العميق للطاقم الطبي والإدارة على ما يبذلونه من جهود قصوى لخدمة المرضى.

'ظلام يُهدد الخدمات: أزمة انقطاع الكهرباء"

على الرغم من كل الجهود المبذولة من قبل إدارة الوحدة، هناك عوائق خارجة عن إرادتهم تُهدد استمرارية العمل. سألنا إحدى العاملات عن سبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يُمثل الشريان الرئيسي لتحسين بيئة العمل، فأجابت: "ليس من اليوم، بل منذ شهور ونحن نعمل دون إضاءة." وأكدت أن هذا الوضع يضع ضغوطاً هائلة على العاملين نتيجة انعدام الإضاءة والتهوية وسط ارتفاع درجات الحرارة، خصوصاً بعد خروج المنظومة الشمسية عن الخدمة.

ويُناشد العاملون الجهات المعنية بالتحرك العاجل لإعادة تشغيل التيار الكهربائي، لتوفير ظروف عمل مناسبة تضمن استمرار تقديم الخدمة الصحية للمجتمع.

'مطالب ملحّة لتوسعة الخدمات وتوفير الأساسيات"

تفتقر الوحدة الصحية بخور عميرة إلى خدمات طبية ضرورية، خاصة عيادة النساء والولادة والمختبرات الطبية. هذا النقص يُجبر المواطنين على قطع مسافات طويلة تقدر بمئات الكيلومترات للوصول إلى مشافٍ مزدحمة أو عيادات خاصة تُرهق ميزانيتهم المحدودة، وتزيد من معاناتهم بتحمل تكاليف المواصلات والفحوصات الباهظة.

بات من الضروري توسيع نطاق خدمات الوحدة الصحية، وتوفير الأقسام الأساسية المفقودة، والأهم من ذلك: تطوير الوحدة إلى مركز صحي متكامل يقدم خدمات الفحص والعلاج، وتوفير دكتورة نساء وولادة. هذا التوسع سيخفف من معاناة أهالي المنطقة من التنقل إلى مشافي رأس العارة وعدن، ويُنهي الأعباء المالية المترتبة على المرضى البسطاء..

"صرخة استغاثة ودعم الوحدة الصحية"

تُقدم الوحدة خدمات محدودة، لكن افتقارها للخدمات الصحية الضرورية يُحتم على المرضى خوض رحلة علاج مرهقة ومكلفة إلى المراكز الأخرى.

تقول إحدى السيدات المترددات: "إذا كانت الوحدة الصحية الأقرب لنا تعاني من غياب عيادة نساء وولادة ومختبرات طبية ونقص في الأدوية... فإلى أين نلجأ؟ العيادات الخاصة تحتاج إلى مصاريف كبيرة ونحن لا نقدر عليها."

نظراً للكثافة السكانية التي تخدمها الوحدة، والتي تتفاقم بوجود المهاجرين الأفارقة والنازحين، أطلق مواطنو المنطقة صرخة استغاثة للجهات الحكومية المختصة والمنظمات الدولية الداعمة للقطاع الصحي في اليمن، إلى دعم وتطوير الوحدة الصحية، التي تمثل طوق النجاة الوحيد لأسر المنطقة، وتضمنت مطالب المواطنين في إنشاء مبنى جديد أو وحدة إسعاف، وتوفير الأجهزة الطبية الضرورية كأجهزة السونار والمختبرات والأدوية، إلى جانب تعيين طبيبة نساء وولادة، بما يخدم الموقع الحيوي للمنطقة على الخط الدولي والشريط الساحلي.