آخر تحديث :الثلاثاء-30 ديسمبر 2025-06:34م
أخبار وتقارير

مواطنو سيئون : لا صحة لادعاءات نهب الأموال والمنازل… والمدينة تنعم بالأمن

الثلاثاء - 30 ديسمبر 2025 - 05:02 م بتوقيت عدن
مواطنو سيئون : لا صحة لادعاءات نهب الأموال والمنازل… والمدينة تنعم بالأمن
كتب/ د. الخضر عبدالله:

في ظل ما يتم تداوله عبر بعض المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي من مزاعم تتحدث عن قيام جنود تابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي بنهب أموال المواطنين واقتحام منازلهم في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، تواصل محرر صحيفة عدن الغد مع عدد من المواطنين في مديرية سيئون للوقوف على حقيقة ما يجري على أرض الواقع، وسماع شهادات مباشرة من الأهالي بعيداً عن الشائعات والاتهامات المتداولة.


وجاءت إفادات المواطنين متطابقة في نفي تلك المزاعم جملة وتفصيلاً، حيث أكدوا أن ما يُقال عن نهب منازل الحضارم أو الاعتداء على ممتلكاتهم لا يعدو كونه “كذباً وافتراءً” تروّجه “أصوات معروفة بسعيها لإثارة الفتنة وبث الخوف بين الناس”، على حد تعبيرهم.


سيئون اليوم… هدوء وأمن


يقول المواطن عبدالرحمن ناشئ ، أحد سكان حي الشحوح بسيئون، إن المدينة تعيش حالياً واحدة من أكثر مراحلها استقراراً خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أن “الناس يخرجون إلى أعمالهم وأسواقهم دون خوف، والحياة تسير بشكل طبيعي”. وأضاف أن وجود القوات الجنوبية أعاد الشعور بالأمان، خاصة بعد فترات سابقة ساد فيها القلق نتيجة الانفلات الأمني وانتشار النقاط العشوائية.


ويؤكد ناشئ أن أبناء سيئون لمسوا التزاماً واضحاً من قبل الجنود الجنوبيين، سواء في تعاملهم مع المواطنين أو في أداء مهامهم الأمنية، نافياً بشكل قاطع ما يُشاع عن اقتحام منازل أو الاعتداء على السكان. وقال: “بيوتنا مفتوحة، وأهلنا موجودون، ولم يتعرض أحد لأي أذى”.


شائعات بلا دليل


من جهته، أوضح الدكتور الاكاديمي د.عمر باعباد ، وهو مدارس بجامعة سيئون، أن الشائعات التي تتحدث عن نهب وتشريد لا تستند إلى أي وقائع حقيقية، متسائلاً: “أين هذه الأسر المشردة؟ وأين البيوت المنهوبة؟ لو كان ذلك صحيحاً لكانت المدينة كلها شاهدة عليه”.


وأضاف باعباد أن مثل هذه الأخبار تُفبرك لأهداف سياسية، وتسعى إلى خلق حالة من الخوف والاحتقان بين الناس، مؤكداً أن الواقع اليومي في المدينة يكذّب تلك الادعاءات. وأشار إلى أن الطلاب يذهبون إلى مدارسهم، والأسواق تعمل، والمناسبات الاجتماعية تقام بشكل طبيعي، وهو ما يعكس حالة من الطمأنينة والاستقرار.


حماية للممتلكات واحترام للمجتمع




وأكد عدد من المواطنين أن القوات الجنوبية أولت اهتماماً خاصاً بحماية الممتلكات الخاصة والعامة، ومنعت أي تجاوزات فردية، مشيرين إلى وجود إجراءات صارمة بحق أي مخالفة. وقال المواطن أحمد بن شملان، وهو صاحب محل تجاري في سوق سيئون: “لم نتعرض لأي مضايقات، بل على العكس، نشعر بحماية أكبر، وهناك تعاون واضح بين القوات والمواطنين”.


وأضاف بن شملان أن المحال التجارية تعمل حتى ساعات متأخرة دون خوف من السرقة أو الاعتداء، وهو ما لم يكن متاحاً في فترات سابقة، مؤكداً أن الأمن عنصر أساسي لتحريك عجلة الاقتصاد المحلية.


وعي مجتمعي في مواجهة التضليل




ويرى مراقبون محليون أن وعي المجتمع في سيئون أسهم في إفشال حملات التضليل، حيث بات المواطنون يعتمدون على ما يشاهدونه بأنفسهم، لا على ما يُنشر في وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول الناشط المجتمعي عوض باصالح إن “الناس هنا يقارنون بين الواقع والشائعة، والواقع واضح للجميع”.


وأضاف أن الحملات الإعلامية التي تستهدف القوات الجنوبية تهدف إلى ضرب النسيج الاجتماعي، لكنها فشلت أمام التماسك المجتمعي والتواصل المباشر بين القوات والأهالي.


دور القوات الجنوبية في تعزيز الاستقرار


وأكد مواطنون أن القوات الجنوبية لم تكتفِ بالمهام الأمنية فقط، بل حرصت على بناء علاقة إيجابية مع المجتمع، من خلال احترام العادات والتقاليد المحلية، والتنسيق مع الشخصيات الاجتماعية. وقال المواطن فهد باكثير إن هذا النهج “خلق ثقة متبادلة”، وأسهم في ترسيخ الاستقرار.


وأشار إلى أن الجنود الجنوبيين ينتمون في الأساس إلى المجتمع، ويتعاملون مع المواطنين باعتبارهم أهلهم، وهو ما ينعكس على سلوكهم اليومي.


نفي قاطع للاتهامات


وفي إجماع لافت، نفى جميع من التقتهم عدن الغد صحة ما يُتداول عن عمليات نهب أو انتهاكات، مؤكدين أن مثل هذه الادعاءات لم تُسجل على أرض الواقع. وأكدوا أن أي حالة فردية – إن وُجدت – يتم التعامل معها وفق النظام والقانون، ولا يمكن تعميمها أو استخدامها لتشويه صورة قوة كاملة.



رسالة من أبناء سيئون



ووجّه مواطنو سيئون رسالة واضحة للرأي العام، دعوا فيها إلى تحرّي الدقة وعدم الانسياق وراء الأخبار المفبركة، مؤكدين أن الأمن والاستقرار الذي تنعم به المدينة اليوم هو مكسب يجب الحفاظ عليه. وقالوا إنهم يرفضون استخدام معاناتهم السابقة كورقة سياسية أو إعلامية.


سيئون بين الواقع والشائعة



ويجمع أهالي سيئون على أن الفارق كبير بين الواقع الذي يعيشونه يومياً، والصورة المشوّهة التي تحاول بعض الجهات رسمها. فالمدينة، بحسب وصفهم، تشهد حالة من الاستقرار لم تعرفها منذ سنوات، بفضل الانتشار المنظم للقوات الجنوبية، وتعاونها مع المجتمع المحلي.



خاتمة


من خلال التواصل المباشر مع المواطنين في مديرية سيئون، يتضح أن ما يُشاع عن قيام جنود تابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي بنهب أموال المواطنين أو منازل الحضارم لا أساس له من الصحة. فالمدينة، بحسب شهادات أهلها، تعيش حالة من الهدوء والاستقرار، والحياة فيها تسير بشكل طبيعي، دون تسجيل أي انتهاكات من هذا النوع.


وبين واقع يعيشه المواطنون يومياً، وشائعات يروّجها بعض “المروجون” – كما وصفهم الأهالي – تبقى الحقيقة واضحة لأبناء سيئون: لا نهب، ولا تشريد، وإنما محاولة مكشوفة لتشويه الواقع وبث الفتنة، سرعان ما تتلاشى أمام صوت الناس وشهادتهم المباشرة.


-