قال محمد صالح بن عديو، محافظ شبوة السابق، إن مستقبل الشعوب لا يمكن أن يُبنى دون استيعاب صادق لتجارب التاريخ ودروسه، محذرًا من أن تكرار أخطاء الماضي دون رؤية واضحة لا يؤدي إلا إلى السير نحو المجهول.
وأوضح بن عديو، في تصريح نشره على حسابه الرسمي، أن غياب الرؤية في مراحل سابقة أدى إلى سيطرة الشعارات وحشد الجماهير دون وعي، فتحولت إلى أداة هدم، ثم أصبحت لاحقًا ضحية لصراعات داخلية وعداوات مع الجوار وعزلة عن المحيط، مشيرًا إلى أن تلك التجارب لا تزال ماثلة ولم يمضِ عليها زمن طويل.
وأضاف أن ما جرى خلال السنوات العشر الماضية، منذ إسقاط الدولة ومؤسساتها، يجب أن يكون كافيًا لاستخلاص العبر، بعدما دفع اليمنيون أثمانًا باهظة من أرواحهم ومقدراتهم ومستقبل أجيالهم، مؤكدًا أن المؤسف هو استمرار النهج نفسه عبر هدم ما تبقى من مؤسسات الدولة بدل السعي لإعادة بنائها وتوحيد المواقف لاستعادة ما ضاع.
وأشار إلى أن ما تشهده بعض المناطق التي بقيت بعيدة عن الصراعات، ومنها محافظتا حضرموت والمهرة، من توترات وأزمات، يمثل انحرافًا خطيرًا عن المعركة الأساسية المتمثلة في استعادة الدولة اليمنية، ويفتح معارك خاسرة بكل المقاييس، على حد تعبيره.
وأكد بن عديو أن اليمن يقف اليوم أمام منعطف تاريخي بالغ الأهمية يتطلب مواقف وطنية مسؤولة تعيد الأمور إلى نصابها، وتسهم في تدارك ما فات وإصلاح الخلل، بعيدًا عن التفرد وفرض الخيارات بالقوة أو الاستناد إلى السلاح، محذرًا من أن هذا النهج لا يؤدي إلا إلى تعميق الجراح وصناعة أزمات أكثر تعقيدًا.
وشدد على أن المرحلة الراهنة بحاجة إلى موقف وطني جامع، ترعاه كل القوى الحريصة على استقرار اليمن، بما يعزز فرص الخروج من دوامة الصراع ويعيد الاعتبار لمسار الدولة ومؤسساتها، بحسب ما ورد في تصريحه الذي تابعته صحيفة عدن الغد.
