آخر تحديث :الإثنين-22 ديسمبر 2025-12:21ص
أخبار وتقارير

مدير مياه قشن بالمهرة يحذر من "كارثة صحية وبيئية"

الأحد - 21 ديسمبر 2025 - 11:39 م بتوقيت عدن
مدير مياه قشن بالمهرة  يحذر من "كارثة صحية وبيئية"
المهرة (عدن الغد) باسل الوحيشي وحمدي محمد

كشف سالم علي سالم شلال الجدحي، مدير فرع مؤسسة المياه والصرف الصحي الحضري في مدينة قشن بمحافظة المهرة ، النقاب عن أزمة بيئية وصحية خطيرة تهدد سكان المدينة، ناتجة عن غياب كامل لشبكة الصرف الصحي، مما أدى إلى تلوث واسع النطاق للمياه الجوفية المصدر الرئيسي لمياه الشرب


جاء ذلك خلال حديث صحفي أجرته معه "صحيفة عدن الغد "، حيث استعرض الإشكاليات التشغيلية الأبرز التي تواجه القطاع


وقال الجدحي ان "عملية الصرف الصحي لدينا حتى الآن صفر". وأوضح أن الاعتماد الكلي على خزانات الصرف الصحي الفردية (البيارات) التي تتسرب منها مياه الصرف إلى التربة، يشكل خطراً جسيماً. وحذر من أن هذا التسرب يتداخل مع آبار المياه الجوفية السطحية داخل المنازل، مما يؤدي إلى "تلوث بيئي كبير على مساحات واسعة"


وكشف المدير عن دليل مقلق يدعم تحذيراته، حيث أفاد بأن فريقاً من المهندسين التابعين لمشروع مياه الريف في سيون، برئاسة المهندس حسام غيثان، أجرى دراسة عشوائية عام 2020، أخذ خلالها عينات من آبار منزلية وأرسلها للمختبر للفحص. وأظهرت النتائج أن "هذه المياه كلها ملوثة". واصفاً الموقف بأنه "شيء ما يستوعبه العقل"، وأن الفريق نفسه وصف المنطقة بـ "المنكوبة"


وناشد الجدحي جميع الجهات المعنية، بما فيها المنظمات الدولية مثل البنك الدولي واليونيسف، والسلطة المحلية، ووزارة المياه، بالتدخل "العاقل والفوري" لمعالجة هذه "الكارثة القادمة". وطالب بأن تقوم فرق مختصة بالنزول للميدان ومشاهدة الواقع عن كثب


إلى جانب أزمة الصرف، أشار الجدحي إلى مشكلة نقص مصادر المياه، قائلاً: "نحن محتاجون مصادر أكبر من الحالية". وكشف عن تعثر مشروع كان من المفترض أن يسد جزءاً من العجز، حيث وعدت السلطة المحلية بحفر ثلاث آبار جديدة عبر مقاول، ولكن "حتى الآن لم يبدأ بحفر هذه الآبار"، مما يدفع المؤسسة للاستمرار في سياسة التوزيع بالتناوب


على صعيد إيجاد حل لأزمة الصرف الصحي، أكد الجدحي توفر الإرادة والاستعداد المحلي، وقال: "السلطة المحلية ونحن كلنا عندنا الاستعداد... المدينة فيها استعداد لإيجاد الأرض بشكل كبير". ولفت إلى وجود مساحات مناسبة يمكن إنشاء محطة معالجة عليها، حتى لو بشكل مرحلي. وأوضح أن التنسيق مع مكاتب الأشغال والطرقات جاهز، وأن "كل شيء جاهز في حالة وجود تمويل"


الصورة التي رسمها مسؤول المياه في قشن تنذر بكارثة إنسانية تلوح في الأفق، حيث يجتمع نقص إمدادات المياه النظيفة مع تلوث المصادر الموجودة بسبب غياب البنية التحتية للصرف الصحي، في وضع يهدد صحة آلاف السكان، ويحتاج إلى تحرك عاجل على أعلى المستويات لتجنب عواقب وخيمة

وفي نهاية حديثه الصحفي شكر قيادة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة الاستاذ محمد علي ياسر ومدير المديرية الاستاذ/ فيصل احمد على الجهود المضنية والدعم المتواصل لفرع المؤسسة وبالحدود المتاحة ليتسنى للفرع تقديم الخدمة وايجاد مياه نظيفة للاستخدام الادمي