في لقاءٍ رفيع المستوى مع اللورد جاكسون، عضو مجلس العموم البريطاني، لبّيتُ الدعوة الكريمة المقدَّمة من الأشقاء العرب الأحواز، وفي مقدمتهم الدكتور عارف الكعبي رائيس تنفيذيه دوله الاحواز . وقد جمع هذا اللقاء عدداً من قيادات الجاليات العربية والكردية والأ الأحوازية في المملكة المتحدة، في إطار نقاشٍ معمّق حول القضايا المصيرية التي تمس شعوب المنطقة.
وقد تشرفتُ، وإلى جانبي زميلي الأستاذ زياد العبد ممثلاً عن الجانب اليمني بصورة غير رسمية، بالمشاركة في النقاش حول قضية الشعب العربي الأحوازي وحقّه المشروع في تقرير مصيره، ذلك الشعب الذي يعاني منذ عام 1925 تحت وطأة الاحتلال الإيراني. وخلال كلمتي، تناولتُ حجم المظلومية التي يتعرض لها هذا الشعب الأصيل، وما خلفته السياسات الإيرانية من أضرار ممتدة أصابت عدداً من الدول العربية، وفي مقدمتها اليمن، التي دفع شعبها ثمناً باهظاً جراء الهيمنة الإيرانية والتدخلات التخريبية في المنطقة، وصولاً إلى ما نشهده اليوم من توترات في البحر الأحمر وانعكاساتها الخطيرة على استقرار الإقليم والاقتصاد العالمي.
ولم تقتصر مداخلتي على هذا الجانب فحسب، بل وجدتُها فرصة سانحة تحت قبّة البرلمان البريطاني لأعيد التأكيد على أن لجنوب اليمن—الذي خضع للاحتلال البريطاني لأكثر من 128 عاماً—قضيةً أخلاقية تتحمّل بريطانيا مسؤوليتها التاريخية. فجنوب اليمن، بخلاف كثير من دول الكومنولث التي نالت نصيبها من الاستقرار والبناء المؤسسي، لا يزال بحاجة إلى دعم حقيقي لإرساء نظام مستقر ومؤسسات فاعلة وبناء بشري يعيد للدولة قدرتها على النهوض والاستقرار.
إن هذه المسؤولية الأخلاقية والتاريخية تستوجب من بريطانيا، بصفتها دولة كبرى، إعادة النظر في إقامة شراكة تنموية جادة في جنوب اليمن، على غرار ما قامت به في الدول التي كانت تحت إدارتها سابقًا، خاصة في ظل وجود ترحيب شعبي ونخبوي واسع لتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.
واختُتم اللقاء بعدد من المداخلات التي شدّدت على حق الشعب الأحوازي في استعادة دولته، فيما أكد اللورد جاكسون أن ما تقوم به إيران من ممارسات غير مقبول، وأن التطرف والعدوانية التي ينتهجها نظام طهران ستقوده حتمًا إلى الزوال، لكونه يشكل تهديدًا مباشراً لاستقرار الدول وسيادتها الوطنية