قدّم الصحفي محمد الجرادي قراءة لافتة حول التحولات الاجتماعية العميقة التي شهدتها المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة، معتبرًا أن ما حدث هناك يمثل «عملية جراحية جريئة» أنهت خطاب الوصاية وأعادت للمرأة موقعها الطبيعي في المجتمع.
وقال الجرادي إن المرأة السعودية التي كانت محاصرة بقيود اجتماعية ودينية معقّدة، خرجت اليوم إلى الفضاء العام «بثقة ووضوح»، بعد تراجع الأصوات التي كانت—بحسب تعبيره—«تتاجر بالشرف والفضيلة»، وتلاشي الفتاوى التي لاحقت النساء لعقود.
وأشار في حديثه إلى انطباعاته الشخصية خلال زيارته الأخيرة للمملكة، حيث لفت انتباهه الحضور الواسع للنساء في سوق العمل؛ من المطارات إلى الشركات والمولات والمطاعم، بنسبة تصل إلى 90% في بعض مناطق جدة. واعتبر أن هذا الانتشار لم يكن مجرد مشهد عابر، بل إعلان واضح لقدرة المجتمع على إعادة اكتشاف ذاته عندما تتوافر الإرادة السياسية والبيئة الداعمة.
وفي مقارنته مع واقع المرأة في اليمن، قال الجرادي إن اليمنيات كنّ في الماضي «ملكات وقائدات وصاحبات قرار»، فيما تعيش المرأة اليوم ارتباكًا وجوديًا يجعل التعليم معركة، والعمل تهمة، والاستقلال جريمة اجتماعية. وأضاف أن أبسط خطوة قد تضع المرأة اليمنية في مواجهة «إرهاب نفسي واجتماعي لا ينتهي».
ورغم هذا الواقع، شدّد الجرادي على أن اليمن قادر على إنتاج لحظة تحول مشابهة، لحظة تُكسر فيها جدران الصمت ويُعاد الاعتبار للمرأة باعتبارها قوة أساسية في المجتمع، مؤكداً أن انتصار المرأة اليمنية سيأتي «ليس لأن أحدًا سمح لها، بل لأنها تستحق مكانها الطبيعي… وسيعود بالقوة ذاتها: قوة الوعي».
غرفة الأخبار / عدن الغد
