عاد عشرات اللاجئين الصوماليين إلى بلادهم عبر مطار عدن الدولي، في مشهد يعكس تحوّلًا لافتًا في مسار اللجوء الإقليمي، إذ غادر هؤلاء اليمن بعد سنوات طويلة من الإقامة، حيث وصلت أولى دفعاتهم في العام 1993، فيما وُلدت الغالبية العظمى من العائدين داخل اليمن ولم تعرف غير مدنه ومجتمعاته.
وأفادت مصادر لـ صحيفة عدن الغد أن برنامج العودة الطوعية تزايد خلال الأشهر الأخيرة مع اتساع رقعة الاستقرار في جمهورية الصومال، مقابل استمرار تدهور الأوضاع في اليمن نتيجة الحرب التي دخلت عامها الحادي عشر، الأمر الذي دفع الكثير من الأسر الصومالية لاتخاذ قرار العودة.
وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن الصومال شهدت خلال السنوات الماضية تحسنًا تدريجيًا في الوضع الأمني، وتقدّمًا في بناء المؤسسات وإعادة تفعيل نشاط الموانئ والمطارات، بما عزز ثقة المواطنين الراغبين في العودة واستعادة حياتهم داخل بلدهم الأصلي.
في المقابل، يعيش اليمن أوضاعًا معقدة بسبب استمرار الصراع، وتدهور الخدمات، وانهيار البنية التحتية، وهو ما جعل الكثير من اللاجئين الصوماليين يجدون أن ظروفهم في بلادهم قد تكون أفضل من بقائهم في اليمن، رغم الروابط الاجتماعية والإنسانية التي ربطتهم بالمجتمع المحلي على مدى ثلاثة عقود.
وتؤكد مشاهدات عدن الغد من داخل مطار عدن أن المشهد حمل طابعًا إنسانيًا لافتًا، إذ ضم العائدون أجيالًا وُلدت وترعرعت في اليمن، قبل أن تتخذ قرار العودة إلى بلدها الأم وسط تحسن الظروف هناك.
وتبقى هذه العودة مؤشرًا مهمًا على التحولات القائمة في المنطقة، وعلى الفجوة المتزايدة بين بلد يستعيد مؤسساته تدريجيًا، وبلد لا يزال غارقًا في دوامة الحرب والصراع السياسي.
غرفة الأخبار / عدن الغد