في مشهدٍ سياسي تتقاطع فيه الاتهامات وتتصاعد فيه حدة الخلاف داخل الشرعية اليمنية، فجّر رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني جدلًا واسعًا باتهامه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بتعطيل انعقاد البرلمان ومنع جلساته الدستورية.
الكاتب الصحفي سيف الحاضري يرى أن هذا الاتهام لم يكن اكتشافًا جديدًا، بل تأكيدًا متأخرًا لحقيقةٍ تتجسد منذ تأسيس مجلس القيادة، محذّرًا من أن استمرار الصمت البرلماني قد يفتح الباب أمام انهيار ما تبقّى من مؤسسات الدولة.
ويتساءل الحاضري: هل يمتلك البركاني الشجاعة لقيادة المواجهة الدستورية واستعادة سلطة البرلمان المغيّبة؟
ويشير إلى أن تعطيل البرلمان لم يبدأ اليوم، بل منذ اللحظة التي رُفعت فيها جلسة التصويت على إنشاء مجلس القيادة وهيئاته التنفيذية، في سياقٍ واضحٍ لتجميد عمل المؤسسة التشريعية تمهيدًا لحلّها.
ويؤكد الحاضري أن الواجب الوطني يحتم على البركاني وزملائه التحرّك لاستعادة دور المجلس ولو عبر جلسات افتراضية علنية، ليبقى صوت الدستور حيًّا ويثبت البرلمان أنه يمثل الشعب لا السلطة، محذرًا من أن الاستمرار في الصمت سيجعل هيئة التشاور بديلاً فعليًا عن البرلمان.
ويختتم الكاتب مقاله بدعوة النواب إلى التحرك الجاد ومحاسبة المقصرين والفاسدين، قائلًا إنّ البلاد اليوم تقف على حافة الانهيار، وإن البرلمان إن لم يستيقظ من سباته فسيُكتب في التاريخ أنه كان شاهدًا على السقوط.