آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-08:42ص
أخبار وتقارير

ندوة افتراضية تكشف دور الأسرة اليمنية في صيانة النسيج الاجتماعي وتعزيز ثقافة التعايش

السبت - 25 أكتوبر 2025 - 10:40 م بتوقيت عدن
ندوة افتراضية تكشف دور الأسرة اليمنية في صيانة النسيج الاجتماعي وتعزيز ثقافة التعايش
عدن الغد _ خاص

نظّم مكتب الشؤون العامة للبهائيين في اليمن ندوة حوارية افتراضية تحت عنوان "الأسرة والمجتمع: نحو تماسك اجتماعي مستدام"، شارك فيها باحثون وأكاديميون وإعلاميون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني، لمناقشة الدور الحيوي للأسرة في حماية النسيج الاجتماعي وتعزيز قيم التعايش وسط الانقسامات والتحديات المتصاعدة التي تواجه البلاد.


وأكد المشاركون خلال الندوة على أن الأسرة تمثل النواة الأولى لبناء مجتمع متماسك، وأن قيم التسامح والحوار يجب أن تُغرس أولاً في البيت قبل أن تمتد إلى المدارس ومؤسسات المجتمع.


وأوضح يحيى اليريمي، رئيس قسم الأصول والإدارة التربوية بجامعة مأرب، أن التعايش ليس مجرد خيار سياسي، بل هو نتيجة عملية تربية طويلة تبدأ من الأسرة وتتواصل في المدرسة والجامعة. وأضاف اليريمي أن المجتمع اليمني عرف تاريخيًا نمطًا فريدًا من التعايش مبنيًا على الكرم والتكافل، غير أن النزاعات والحروب الأخيرة مزقت هذا الإرث وأضعفت دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية.


وأشار إلى نتائج دراساته الميدانية التي كشفت عن هيمنة الأسلوب السلطوي في بعض الأسر اليمنية، ما يؤدي إلى إنتاج أجيال تميل إلى الإقصاء، مقابل أسر تعتمد الحوار والديمقراطية، فتنتج أبناء قادرين على تقبل التنوع والانفتاح على الآخر. ودعا إلى تأسيس مجلس وطني تربوي مستقل لتعزيز القيم الإنسانية في التعليم بعيدًا عن الاصطفافات الدينية والسياسية، بهدف بناء جيل جديد يؤمن بالعيش المشترك.


وفي محور آخر، استعرض محمد الغباري، الصحافي ومراسل وكالة رويترز في اليمن، دور الإعلام في تعزيز ثقافة التعايش، مؤكّدًا أن المنصات الإعلامية الحديثة قادرة على تشكيل الوعي الجمعي إذا التزمت بالمهنية والمسؤولية، لافتًا إلى أن الإعلام يمكن أن يكون أداة بناء للسلام أو سلاحًا لتأجيج الكراهية، ما يجعل ضرورة تحويله إلى منصة للحوار وتسليط الضوء على قصص التعاون والتنوع أمرًا ملحًا.


وفي ختام الندوة، أصدرت اللجنة المنظمة مجموعة من التوصيات، من أبرزها:


تعزيز دور الأسرة في غرس قيم التعايش وقبول الآخر منذ الطفولة.


تفعيل التكامل بين الأسرة والمدرسة والإعلام لبناء بيئة حاضنة للتنوع.


ترسيخ الوعي بقيمة التنوع بوصفه ركيزة للوحدة الوطنية لا سببًا للانقسام.


إطلاق مبادرات حوارية مستدامة لإعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع اليمني.



ورأى المشاركون أن هذه الندوة تمثل خطوة أولى نحو حوار وطني شامل يعيد للأسرة دورها الريادي في حماية المجتمع من التمزق، وبناء ثقافة قائمة على الحوار والانتماء والمسؤولية المشتركة.