آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-10:59ص
أخبار وتقارير

ما وراء محاولات الحوثيين التصعيد العسكري في تعز؟

الأحد - 26 أكتوبر 2025 - 07:53 ص بتوقيت عدن
ما وراء محاولات الحوثيين التصعيد العسكري في تعز؟
(عدن الغد)خاص:

خلال الأسابيع الماضية رُصدت تحركات ميدانية نشطة لمليشيا الحوثي الإرهابية في جبهات تعز والمناطق الخاضعة لسيطرتها شمال وشرق المدينة، تخللتها مواجهات متقطعة، وعمليات قنص، وقصف مدفعي، ومحاولات تسلل فاشلة في مناطق التماس.

واستحدثت ميلشيات الحوثي مواقع ودفعت بتعزيزات من عناصر وآليات عسكرية إلى مناطق مختلفة خاضعة لسيطرتها كمخلاف شرعب وماوية والتعزية وخط الستين وغرب تعز وجنوبها، إلى جانب تعزيز مواقعها في الحشاء شمال الضالع.

يأتي هذا تزامنا مع تزايد تحركات للمليشيا في خطوط التماس، لاسيما في الجبهة الشمالية للمدينة، حيث زادت وتيرة الهجمات العسكرية الحوثية من خلال القصف العشوائي وعمليات القنص ومحاولات التسلل في الجبهة.

جبهات مدينة تعز

خلال أكتوبر/ تشرين أول الماضي، أحبطت قوات الجيش الوطني عدد من محاولات تسلل لمليشيا الحوثي، في جبهة التشريفات شرق المدينة، أسفرت عن مقتل عناصر حوثية كانت تحاول زراعة عبوة ناسفة.

وشهدت جبهة كلابة شمالي المدينة، نشاطا حوثية متزايدا، مناوشات وعمليات قصف وقنص من قبل مليشيا الحوثي، أسفرت عن استشهاد وإصابة عدد من الجنود والمواطنين في المنطقة السكنية المكتظة.

وفي جبهة العنين بمديرية جبل حبشي غربي المدينة، رُصدت تحركات حوثية غير اعتيادية واستحداث مواقع جديدة، وفقا لما أعلنته قيادة محور تعز، الذي أكدت أن وحدات المدفعية التابعة لها، باشرت استهداف تحركات المليشيا بنيران مركزة، ما أسفر عن جرح عدد من عناصر المليشيا.

إعادة تموضع عسكري

من بين المناطق التي شهدت تحركات حوثية، والدفع بتعزيزات عسكرية ولأول مرة إلى مرتفعات جبلية في قرى مخلاف شرعب، ومناطق خاضعة لسيطرتها تابعة إداريا لمديرية التعزية، وفي خط الستين.

وأفاد سكان محليون "أن آليات عسكرية للمليشيا وصلت إلى مناطق لم تكن فيها أي تواجد عسكري للمليشيا في مناطق مخلاف شرعب وبعض المرتفعات المجاورة".

وفي ماوية، عززت المليشيا مواقعها في منطقة باهر، مستحدثة مواقع جديدة تطل على منطقة مقيلان، في حين أنشأت مواقع جديدة في جبل المصوام التابع لمديرية الحشاء، وهو موقع يطل على مناطق واسعة من مقيلان وتورصة.

وأجرت الميلشيات تحركات عسكرية لقوات تابعة للمليشيات الحوثية في منطقة حوامرة المحاذية لمديرية المسيمير شنال محافظة لحج، كما كثفت تحشيداتها في جبهات تورصة بالأزارق، إضافة إلى مناطق عزلة أشجور والمناطق المجاورة، وفقا لمصادر ميدانية.

وأفادت المصادر، أن هذه التحركات ليست معتادة من قبل، قد ينذر بمواجهات عسكرية جديدة، في وقت تشهد فيه المنطقة توترا متزايدا وتدهورا في الوضع الأمني.

فيما يرى مراقبون أن تعزيز مليشيا الحوثي جبهاتها، يعد نشاط اعتيادي للمليشيا، تهدف إلى توسيع نفوذها وتعزيز تموضعها العسكري.

تصعيد متواصل

ورأى الباحث العسكري علي الذهب "أن الحوثيين في نشاط دائم سواء كانوا في الحرب أو في السلم، ويتحركون بديناميكية على مستوى الإعداد والتجهيز القتالي أو على مستوى الحصول على الأسلحة وتهريبها عبر وسائل التهريب المختلفة".

وأضاف "أن الحوثيين من خلال برامجهم التدريبية والاستخبارية والتخريبية، وأيضا من خلال تنشيط قواتهم أو ميليشياتهم في مناطق التماس مع القوات الحكومية.

وأوضح الذهب، أن هذا يمكن توصيفه بأنه رفع للجاهزية والاستعداد القتالي، وخلق مبررات لإعادة تنشيط قواتهم في مناطق التماس. وقال "في الظروف العادية يقوم القادة أحيانا بفرض حالة الطوارئ أو حالة الاستعداد كتعبير عن منهج أو سلوك لتنشيط القوات المتمركزة في تلك المناطق".

ولفت أن المليشيا تحاول أيضا اختراق بعض المناطق نظرا لأهميتها أو لما تشكله من تهديد عليها، أو بغرض فرض واقع جديد والتوسع في نفوذها، ومحاولة التمركز فيها والتشبث بها والدفاع عنها.

وأردف الباحث الذهب "أن هذا السلوك او النشاط لمليشيا الحوثي لا يقتصر على جبهات تعز فحسب، ولكن حدث أيضا شرقي مديرية الحزم بمحافظة الجوف".

مخاوف من معركة محتملة

وبعد توقف الحرب في غزة بعد عامين من الإبادة الجماعية، يعيش الحوثيين حالة تأهب من خطط ضدهم مدعومة دولياً في سياق العقوبات الدولية التي تفرض على إيران والجماعات التابعة لها التي تعرضت لخسائر كبيرة، عدا الحوثيين الذي يعتقد على نطاق واسع انهم لم يخسروا كثيراً.

ويشير الدكتور الذهب "يتوقع الحوثيين وقوع مواجهة جديدة، حيث رُصد نشاط كبير لهم في احتلال مناطق جبلية ومرتفعات ومضايق وطرق برية، ضمن استعدادات لمعركة مستقبلية محتملة مع القوات الحكومية، خصوصا في محافظة تعز، أو ربما تكون تحركاتها دفاعية".

وأضاف: "إن ما جرى في شرعب من تمركز الحوثيين لأول مرة في المرتفعات وعلى الطرق الممتدة في المديريات الخاضعة لهم بمحافظة تعز، يندرج ضمن هذا الإطار"، لافتا إلى "تصاعد الأحداث الأمنية في تعز والغضب الشعبي قد يكون مغريا لمليشيا الحوثي، للبقاء في حالة استعداد".

وأوضح الذهب "أن ميلشيات الحوثي تسعى لاستثمار ما قد ينشأ عن الحوادث الأمنية والتي تثار بشكل متعمد داخل محافظة تعز، لأغراض سياسية من أطراف مناوئة للمحافظة والجيش والتمركز فيها".

ويرى مراقبون أن هذه الأنشطة الحوثية المتزايدة تأتي في ظل مخاوف حوثية من تحركات داخلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها نتيجة تردي الأوضاع، خصوصا بعد توقف الحرب في غزة، التي كانت تزعم المليشيا أنها في حرب مع العدو الصهيوني.