عبّر السياسي والإعلامي اليمني محمد الخامري عن وجعه الإنساني العميق عقب وفاة زوجته في بلجيكا، كاشفًا في تدوينة مؤثرة عن حجم المأساة التي يعيشها اليمنيون في المنافي بعد أن أصبح حتى دفن أحبّتهم في الوطن حلماً مستحيلاً.
وقال الخامري إن وفاة زوجته رحمها الله جعلته يدرك أن الخسارة لم تعد شخصية فحسب، بل وطنية شاملة، موضحًا أنه كان يتمنى نقلها لتُدفن بجوار والديها في صنعاء، لكن واقع الانقسام والتمزق في اليمن جعل ذلك أقرب إلى المستحيل.
وأضاف أنه اضطر إلى التفكير في رحلة معقدة عبر عدة شركات طيران وعدة دول فقط من أجل نقل الجثمان إلى عدن، ومنها إلى صنعاء، مشيرًا إلى أن “كرامة الميت باتت تُهان بين الطائرات والمعابر، وكرامة الأحياء تتلاشى في وطن ممزق”.
وأشار الخامري إلى أن تلك التجربة المؤلمة جعلته يتيقن أن اليمنيين خسروا وطنهم الحقيقي قبل أن يخسروا أحبّتهم، فالدولة التي كانت تجمعهم أصبحت غائبة، والحدود بين المدن تحولت إلى حواجز خوف وحروب ونقاط تفتيش لا تنتهي.
وانتقد الخامري أطراف الصراع في اليمن، مؤكداً أنهم انشغلوا بتبادل الاتهامات وصناعة “الترندات” على مواقع التواصل بدلاً من استعادة الدولة أو بناء مشروع وطني جامع، مشيرًا إلى أن الحرب لم تُنتج سوى الانقسام والخراب.
وقال إن اليمن اليوم يعيش مرحلة “تفتيت المفتّت”، حيث تتعدد الكيانات والمليشيات والمشاريع المناطقية، بينما يظل الشعب وحده الخاسر الأكبر، مضيفًا أن دولته تقلصت حتى أصبحت عبئًا على جيرانها الذين يصدرون القوائم السوداء لقيادات يمنية كانت حليفة لهم بالأمس.
واختتم الخامري حديثه بالقول: “لقد فقدنا وطناً نسافر إليه بكرامة، ولم نعد نملك أرضاً نُدفن فيها بسلام.. سنظل ندفن موتانا في المنافي ونحلم فقط أن يُدفن أحبّتنا في وطنٍ يبحث عن نفسه.”
غرفة الأخبار / عدن الغد