آخر تحديث :الثلاثاء-21 أكتوبر 2025-07:03م
دولية وعالمية

لقاح ثوري يقضي على “الإيدز” بشكل نهائي

الثلاثاء - 21 أكتوبر 2025 - 04:14 م بتوقيت عدن
لقاح ثوري يقضي على “الإيدز” بشكل نهائي
متابعات

كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن طرح لقاح جديد وصفته بـ”الثوري”، يمكنه منع الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) بنسبة فعالية تقترب من 100%، في خطوة تمثل تحولًا تاريخيًا في مسار مكافحة فيروس “الإيدز” وتمنح الأمل بإمكانية القضاء عليه خلال السنوات الخمس المقبلة.


وبحسب الصحيفة، فإن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) ستبدأ خلال الأشهر القادمة توفير هذا اللقاح في عيادات الصحة الجنسية في إنجلترا وويلز، بعد أن حصل رسميًا على موافقة “المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية” (NICE)، ليصبح العلاج الجديد خطوة حاسمة نحو تحقيق هدف بريطانيا بأن تكون أول دولة في العالم تقضي على انتقال الفيروس بحلول عام 2030.


اللقاح الجديد المعروف باسم “كابوتيجرافير” (Cabotegravir) أو “CAB-LA” يُعطى على شكل حقنة واحدة كل شهرين، ويعمل على تعطيل إنزيم ضروري لفيروس الإيدز يمنحه القدرة على نسخ نفسه داخل الجسم، مما يمنعه من التكاثر والسيطرة على الخلايا المصابة.


ويُعد هذا التطور بديلاً عمليًا لأقراص الوقاية اليومية المعروفة باسم PrEP، إذ يتيح للأشخاص المعرضين للخطر الحصول على حماية طويلة المدى دون الحاجة إلى تناول الأدوية يوميًا. وسيُقدَّم اللقاح في البداية لنحو 1000 شخص سنويًا ممن يعانون من صعوبات في تناول الأقراص الفموية بسبب ظروف طبية أو معيشية.


وقالت هيلين نايت، مديرة تقييم الأدوية في المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، إن “فيروس نقص المناعة البشرية لا يزال يمثل تحديًا خطيرًا للصحة العامة، لكن لدينا الآن أدوات قوية قادرة على منع الإصابات الجديدة”، مضيفة أن اللقاح يمثل “نقلة نوعية في الوقاية من المرض”.


من جانبه، وصف وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج هذا القرار بأنه “تغيير جذري”، مؤكدًا أن إنجلترا تحقق تقدمًا حقيقيًا نحو القضاء على الفيروس، وأن العلاج الجديد يشكل “أداة قوية إضافية ضمن ترسانة الوقاية الوطنية”.


وأشار الدكتور مايكل برادي، المستشار الوطني لهيئة الخدمات الصحية البريطانية، إلى أن الحقنة طويلة المفعول “تفتح أفقًا جديدًا أمام الأشخاص المعرضين للخطر، خصوصًا أولئك الذين لا يستطيعون استخدام أقراص PrEP اليومية”.


ووفقًا لوكالة الأمن الصحي البريطانية، فإن أكثر من 111 ألف شخص استفادوا من خدمات الوقاية قبل التعرض للفيروس خلال عام 2024، بزيادة 7% عن العام السابق، ما يعكس تزايد الوعي بأهمية الوقاية والعلاج المبكر.


وأوضحت الصحيفة أن الفيروس يهاجم الجهاز المناعي، وإذا تُرك دون علاج يمكن أن يسبب أمراضًا قاتلة، غير أن الأدوية الحديثة قادرة اليوم على السيطرة عليه لدرجة يصبح معها “غير قابل للكشف”، أي لا يمكن أن ينتقل إلى شخص آخر.


ويأتي إطلاق هذا اللقاح بالتزامن مع توسيع برنامج الفحص المبكر في أقسام الطوارئ، إذ بدأت 89 مستشفى في بريطانيا بإجراء فحوص شاملة للمرضى ضمن المناطق التي تشهد انتشارًا مرتفعًا للفيروس، وهو إجراء من المتوقع أن يسهم في اكتشاف نحو 1900 حالة جديدة أو غير مكتشفة سابقًا سنويًا.


ويُتوقع أن يُحدث هذا التطور الطبي تحولًا جذريًا في مكافحة الإيدز عالميًا، خصوصًا إذا أثبت اللقاح فعاليته على المدى الطويل، لتصبح بريطانيا في طليعة الدول التي تسعى فعليًا إلى القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بحلول عام 2030.


غرفة الأخبار / عدن الغد