قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالناصر السنيدي، في تعليق جديد له، إن الحوار مع الشيخ عمرو بن حبريش أصبح الخيار الوحيد أمام السلطات، مشيراً إلى أن تجاهل هذا الملف أو التفكير في الحل العسكري سيكون كارثياً على حضرموت.
وأوضح السنيدي في مقال نُشر له، أن ما حذّر منه قبل عام تحقق فعلاً، بعد أن أصبح بن حبريش يمتلك قوة عسكرية ضخمة ويقيم عروضاً عسكرية في مناطق نفوذه، مضيفاً: "قلت حينها لا تتركوه يكبر ويتمدد، إما أن تحاوروه أو تتعاملوا معه عسكرياً، وها نحن اليوم أمام واقع يؤكد أن الحوار بات ضرورة."
وأضاف السنيدي أن التعامل مع بن حبريش يجب أن يكون من منطلق سياسي وليس إيديولوجي، لأن السياسي هو من يجيد فن المناورة وقراءة المتغيرات، بينما الإيديولوجي ينظر للأمور من زاوية الصراع الصفري. وقال: "إيديولوجياً، هناك من يدفع باتجاه الصدام مع بن حبريش، لكن سياسياً، لا مفر من الحوار، وكلما كان أبكر كان أفضل."
وأشار السنيدي إلى أن بن حبريش أصبح مؤثراً وله أنصار ومشروع واضح، ولذلك فإن "السياسي المحنك يجب أن يحاوره بعيداً عن العاطفة والحسابات الضيقة"، مؤكداً أن "الشكل النهائي للعلاقة بين بن حبريش والسلطات يجب أن يترك لطاولة الحوار".
واختتم السنيدي حديثه قائلاً إن الدولة الهشة هي السبب في ظهور عشرات النماذج المشابهة لبن حبريش، داعياً السلطات إلى فتح حوار شامل لا يقتصر على حلف قبائل حضرموت، بل يشمل كل المكونات السياسية والاجتماعية بالمحافظة، لأن ذلك وحده الكفيل بتحقيق الاستقرار ومنع تكرار سيناريوهات الصدام مستقبلاً.