أثارت وفاة الفنان اليمني علي عنبة موجة غضب وتعاطف واسعة في الأوساط الفنية والإعلامية، وسط اتهامات لجماعة الحوثي بالمسؤولية المعنوية عن وفاته بعد سنوات من التضييق والملاحقات التي طالت الفنانين والمبدعين في مناطق سيطرتها.
وأكدت مصادر فنية أن الفنان علي عنبة لم يمت فجأة كما يُروّج، بل مات قهرًا بعد خمس سنوات من التحقيقات والاستجوابات والتهديدات المستمرة من قبل سلطات الحوثيين، الذين حوّلوا الفن إلى تهمة، والمبدع إلى مجرم، في ظل واقعٍ خانق يعيشه الفنانون اليمنيون هناك.
وأشارت المصادر إلى أن الفنان الراحل عاش مخلصًا لفنه ووطنه، لكنه وجد نفسه في مواجهة جماعة لا ترى في الجمال إلا كفرًا، وفي الفن إلا ذنبًا، حيث تعرّض خلال السنوات الأخيرة لضغوط نفسية ومعيشية قاسية فاقمت حالته الصحية حتى وفاته.
ويرى فنانون أن وفاة علي عنبة ليست حادثة فردية، بل نتيجة مباشرة لسياسة عداء ممنهجة يتبعها الحوثيون ضد الفن، إذ يعيش الفنانون في مناطق سيطرتهم في ظروف أشبه بـ“السجن المفتوح”، بعد أن صودرت حقوقهم، وحُظر عليهم العمل إلا بما يخدم فكر الجماعة المتطرفة.
ويؤكد فنانون يمنيون أن الحوثيين حوّلوا عداءهم للفن إلى سلوكٍ يومي قائم على القمع والتجريم، فأغلقوا صالات الأفراح، ومنعوا الغناء، واعتبروا الفن “حرامًا”، وممارسه “فاسقًا” يستحق العقاب، ما جعل كثيرًا من الفنانين يعيشون بلا مصدر رزق، وبعضهم اضطر للنوم في الشوارع أو ترك المهنة نهائيًا.
ويعاني الفنانون في مناطق سيطرة الحوثيين من انقطاع المرتبات، وانعدام فرص العمل، وغياب الدعم الثقافي، فضلًا عن المضايقات المتكررة والاستدعاءات الأمنية المستمرة، بينما يعيش بعضهم أوضاعًا إنسانية مأساوية وصلت إلى حد التسول أو الهجرة القسرية.
ويؤكد فنانون وإعلاميون أن حالة القهر التي عاشها علي عنبة تمثل صورة مصغّرة لما يعيشه اليمنيون عمومًا في مناطق سيطرة الحوثي، حيث يسود الفقر والجوع والخوف وانعدام الحريات، في ظل حكمٍ ألغى كل مظاهر الحياة المدنية والإبداعية.