الحديث عن المغتربين بعد عودتهم إلى أرض الوطن يحمل في طياته قصصاً وذكريات لا تُنسى، ولكل مغترب حكاية خاصة تختزن مشاعره تجاه البلد الذي احتضنه. ومن بين هؤلاء المغتربين، يروي عبدالكريم السرحي “أبو ماجد” حكايته الجميلة مع دولة الكويت، التي عاش فيها أجمل مراحل حياته، ولا تزال ذكرياتها محفورة في وجدانه رغم مرور السنين.
يستعيد السرحي أيامه في الكويت بكل حنين، متحدثاً عن تفاصيل الحياة اليومية هناك، وعن الرياضة الكويتية التي كانت جزءاً من اهتماماته. ويتذكر أسماء لاعبي الزمن الذهبي منذ بداية السبعينات، ومن أبرز ذكرياته استضافة نادي القادسية الكويتي لفريق سانتوس البرازيلي بقيادة الأسطورة العالمية “بيليه”، حيث أقيمت مباراة ودية رائعة على ملعب ثانوية الشويخ انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق، سجّل هدف سانتوس الجوهرة السمراء بيليه، فيما أحرز هدف القادسية الكابتن جاسم يعقوب.
كما يتحدث السرحي عن بطولات الخليج التي شارك فيها منتخب الكويت، وعن الإنجاز التاريخي بتأهله إلى كأس العالم عام 1982، مؤكداً أن تلك الفترة كانت من أجمل مراحل الرياضة الكويتية التي لا تُنسى، واصفاً إياها بـ”الزمن الجميل”. ويتذكر جلسات الديوانيات التي كان يحضرها، حيث عاش بين الكويتيين دون أن يشعر بالغربة، فشاركهم عاداتهم وتقاليدهم وأحب ثقافتهم ونظامهم وحياتهم الاجتماعية الراقية.
يقول السرحي إن الكويت لم تكن مجرد محطة عبور في حياته، بل وطن ثانٍ عاش فيه أجمل لحظاته، مضيفاً: “خرجت من الكويت، لكنها لم تخرج من قلبي ولا من عقلي ولا من لساني، وأتمنى أن يعود بي العمر لأزورها من جديد.”
ومن مدينة عدن، وجّه المغترب السابق نصيحة لجميع اليمنيين العاملين في دول الخليج بأن يكونوا خير سفراء لوطنهم، متحلّين بالأخلاق والأمانة واحترام الأنظمة والقوانين، مشدداً على أهمية أن يعكس المغترب صورة مشرفة عن اليمني أينما كان.
كما عبّر عن أمنيته أن يرى عدن في أبهى صورة، داعياً أبناء المدينة إلى التكاتف والتعاون والمطالبة بحقوقهم، وتشجيع اللجان المجتمعية ومندوب بئر فضل على الاستمرار في متابعة المشاريع الخدمية التي تحتاجها المنطقة، وعلى رأسها مشروع الصرف الصحي الذي طال انتظاره، وتحسين الشوارع والإنارة وتوفير براميل النفايات والمراكز الصحية والملاعب الرياضية.
ويُعد عبدالكريم السرحي واحداً من الشخصيات الاجتماعية المعروفة بين أوساط سكان بئر فضل وبلك ثلاثة بشكل خاص، حيث يحظى بمحبة الجميع وثقتهم، بفضل أمانته وتواضعه وأخلاقه العالية، ويُعد صلة وصل بين أهل الخير والمحتاجين، فيسهم في إيصال المساعدات والدعم لمن يستحقها، ليبقى نموذجاً للمغترب الوفيّ الذي لم تغيّره الغربة، بل زادته حباً لوطنه ووفاءً لمن احتضنه.
غرفة الأخبار / عدن الغد