قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، يوم الإثنين، إن جماعة الحوثي نفذت في الأسبوع الأخير من سبتمبر/أيلول 2025 حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات الأشخاص في عدد من المحافظات اليمنية، لمجرد مشاركتهم في احتفالات سلمية بذكرى ثورة 26 سبتمبر أو نشرهم منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة بهذه المناسبة الوطنية.
وأوضحت المنظمة أن عيد "26 سبتمبر" يرمز لتأسيس الجمهورية العربية اليمنية عام 1962، في حين تسعى جماعة الحوثي لفرض احتفالها بيوم 21 سبتمبر، تاريخ سيطرتها على العاصمة صنعاء، بديلاً عن هذا العيد الوطني.
وأشارت نيكو جعفرنيا، باحثة شؤون اليمن والبحرين في المنظمة، إلى أن الحوثيين يسخّرون موارد كبيرة لملاحقة الأشخاص الذين يعبّرون عن آرائهم سلمياً، في الوقت الذي يفشلون فيه في توفير أبسط احتياجات السكان من غذاء وماء. وأضافت أن "على السلطات حماية حقوق الناس لا قمعها".
وبحسب بيان المنظمة، شملت الاعتقالات ناشطين بارزين، من بينهم الكاتب الساخر أوراس الإرياني، والمحامي المعروف عبد المجيد صبره، إضافة إلى عارف محمد قطران وعبد السلام قطران، شقيق وابن شقيق القاضي عبد الوهاب قطران، الذين جرى اعتقالهم من دون أي تهمة ونقلهم إلى أماكن مجهولة، في ما اعتبرته المنظمة شكلاً من أشكال الإخفاء القسري.
وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أن هذه الانتهاكات تمثل خرقاً للقانون اليمني والدولي، مستشهدة بتقرير فريق الخبراء الأممي لعام 2023 الذي وثّق أن معظم الانتهاكات، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب، ارتكبها الحوثيون. كما أشارت إلى أن المنظمة وثّقت اعتقال المئات في 2023 و2024 بسبب الاحتفال بذكرى 26 سبتمبر، في حين سجلت منظمة "سام" للحقوق والحريات استخدام الحوثيين القوة المفرطة ضد المحتفلين.
وطالبت المنظمة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على خلفية الاحتفال بالعيد الوطني أو التعبير السلمي، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة والمجتمع المدني الذين تم اعتقالهم وإخفاؤهم خلال الفترة الماضية.
