عقد بالعاصمة المؤقتة عدن اليوم اجتماع موسع لمجموعة عمل التغيير السلوكي المجتمعي والمشرفين الميدانيين لحملة التحصين الثانية ضد شلل الأطفال المزمع انطلاقها في التاسع والعشرين من الشهر الجاري وبمشاركة ممثلين عن الجهات الشريكة والداعمة للعمل الصحي والإعلامي في البلاد
الاجتماع الذي استضافه المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان كُرّس لمناقشة حزمة من القضايا الفنية والإعلامية والتوعوية المتعلقة بالحملة وفي مقدمتها تحديد الموجهات الرئيسية للعمل الميداني وتنسيق أدوار الفرق الميدانية والشركاء لضمان وصول رسالة الحملة إلى كل بيت بما يعزز من فرص نجاحها وتحقيق أهدافها الوطنية في حماية الأطفال من هذا المرض الفتّاك
وأكدت الوكيل المساعد لوزارة الصحة العامة والسكان الدكتورة إشراق السباعي في كلمة لها خلال الاجتماع أن نجاح أي حملة تحصين لا يتحقق إلا من خلال العمل بروح الفريق الواحد
مشيرة إلى أهمية التكامل بين المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي وشركائه في الميدان سواء من الجهات الحكومية أو المنظمات الداعمة من أجل تعزيز مفاهيم السلوك المجتمعي الإيجابي وتحويله إلى واقع ملموس يسهم في حماية الأجيال القادمة من مخاطر شلل الأطفال
وأضافت أن الرهان الأكبر في هذه المرحلة يقع على وعي المجتمع وتفاعله مع الرسائل التوعوية
مؤكدة أن كل ولي أمر هو شريك أساسي في الحملة من خلال الحرص على تحصين أطفاله وعدم تفويت الفرصة التي توفرها الفرق الصحية العاملة في الميدان
من جهته استعرض المدير العام للمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني الدكتور عارف الحوشبي جملة من الإجراءات والخطط التوعوية التي يجري تنفيذها تمهيداً لانطلاق الحملة مشدداً على أن تكاتف الجهود وتعزيز الشراكة مع مختلف الأطراف المعنية هو الضامن الأول لإنجاح حملات التثقيف والإعلام الصحي المساندة لحملات التحصين
وأشار إلى أن المركز بدعم الشركاء يعمل على إعداد رسائل إعلامية وإرشادية موجهة لمختلف شرائح المجتمع تراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع اليمني بما يسهل وصولها وتأثيرها في سلوك الناس
كما لفت مدير قسم الصحة والتغذية في مكتب منظمة اليونيسف بعدن محيي الدين عبداللاه في مداخلة له إلى أن نجاح الحملة لا يتوقف فقط على وصول اللقاح وإنما على خلق طلب مجتمعي واعٍ للتحصين بحيث يصبح تلقي اللقاح ثقافة عامة وسلوكاً مجتمعياً راسخاً يعكس وعي الأسرة بأهمية حماية أطفالها
الاجتماع تطرق كذلك إلى أولوية الرسائل التوعوية المطلوب تكثيفها في مختلف وسائل الإعلام سواء عبر الحملات الإذاعية والتلفزيونية أو من خلال وسائط التواصل الاجتماعي واللقاءات المجتمعية المباشرة مع التركيز على تفنيد الشائعات والتأكيد على مأمونية اللقاح وأهميته القصوى في حماية حياة الأطفال
حضر الاجتماع مستشار وزير الصحة العامة والسكان نائب مدير المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني إلى جانب عدد من المختصين والخبراء الذين شددوا في ختام اللقاء على أهمية تفعيل دور القيادات المجتمعية والدينية ومنظمات المجتمع المدني في إيصال الرسالة الصحية وتعزيز الثقة المجتمعية بالبرنامج الوطني للتحصين
وبهذا، يكون الاجتماع قد شكل خطوة متقدمة في حشد الطاقات وتوحيد الرسائل الإعلامية والمجتمعية بما يضمن الوصول إلى كل طفل يمني مستهدف وإعلاء راية الوطن خالية من شلل الأطفال في معركة وطنية وإنسانية تستحق أن يتكاتف الجميع من أجلها