آخر تحديث :الإثنين-18 أغسطس 2025-04:48م
أخبار وتقارير

للمرة الثانية... إسرائيل تستخدم قوتها البحرية ضد الحوثيين

الإثنين - 18 أغسطس 2025 - 09:50 ص بتوقيت عدن
للمرة الثانية... إسرائيل تستخدم قوتها البحرية ضد الحوثيين
(عدن الغد)خاص:

استخدمت إسرائيل قوتها البحرية لضرب منشأة كهرباء مركزية خاضعة للحوثيين في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، فجر الأحد، في ثاني هجوم من نوعه والـ13 بشكل إجمالي منذ بدأت ضرباتها الانتقامية ضد الجماعة في يوليو (تموز) 2024، عقب مقتل شخص بطائرة مسيرة انفجرت في شقة سكنية بتل أبيب.

وتقول الجماعة المتحالفة مع إيران إن هجماتها ضد إسرائيل والسفن المرتبطة بها لن تتوقف في سياق مناصرة الفلسطينيين في غزة، وأقرت بأن الضربات الجديدة استهدفت محطة كهرباء حزيز، وأدت إلى خروجها عن الخدمة.

وقال أفيخاي أدرعي المتحدث للإعلام العربي باسم الجيش الإسرائيلي في بيان على منصة «إكس» إن قواته شنت هجوماً على «أهداف إرهابية في عمق اليمن»، مؤكداً أن العملية جاءت على مسافة نحو ألفي كيلومتر من الشواطئ الإسرائيلية، وفي عمق 150 كيلومتراً داخل الأراضي اليمنية.

وأوضح البيان أن الضربات استهدفت «بنى تحتية للطاقة يستخدمها نظام الحوثي الإرهابي» لتنفيذ هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الهجوم يمثل رسالة واضحة بأن «جيش الدفاع سيواصل العمل بقوة ضد أي تهديد يستهدف دولة إسرائيل، مهما بلغت المسافة»، في إشارة إلى تكرار الهجمات الحوثية التي شملت إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على مدن إسرائيلية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ومع أن البيان الإسرائيلي لم يشر صراحة إلى طريقة تنفيذ الضربات إلا أن وسائل الإعلام العبرية أفادت بأن القوات البحرية هي التي قامت بتنفيذه، وذلك على غرار الضربات التي استهدفت أرصفة ميناء الحديدة في العاشر من يونيو (حزيران) الماضي.

وسبق للجيش الإسرائيلي استهداف محطة كهرباء حزيز جنوب صنعاء ومحطة ذهبان في جنوبها إلى جانب محطة كهرباء رأس كثيب في الحديدة، وجميعها محطات توليد مركزية يديرها الحوثيون.

وعقب دوي انفجارين على الأقل جنوب صنعاء، اعترفت الجماعة الحوثية بأن ذلك ناجم عن هجوم استهدف محطة كهرباء حزيز؛ ما أدى إلى خروج المولدات عن الخدمة، وقالت وسائل إعلامها عن مصدر في مصلحة الدفاع المدني إن فرق الإطفاء تمكنت من إخماد النيران الناجمة عن القصف، من دون أن تورد الجماعة تفاصيل عن حجم الخسائر المادية أو البشرية.

ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من إعلان زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أن جماعته استهدفت «سفينة مخالفة لقرار الحظر في أقصى شمال البحر الأحمر»، ضمن ما وصفه بعمليات «الإسناد العسكري لغزة». كما تبنى الحوثي في خطاب متلفز إطلاق صواريخ ومسيرات نحو مدن إسرائيلية من بينها تل أبيب وحيفا وبئر السبع.

وصباح الخميس الماضي، أعلنت الجماعة أنها قصفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي «فرط صوتي» من نوع «فلسطين 2»، في أحدث هجوم تتبناه بعد أكثر من 200 هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

ومنذ مارس (آذار) الماضي، أطلقت الجماعة باتجاه إسرائيل نحو 50 صاروخاً باليستياً، وتبنت كثيراً من الهجمات بالطائرات المسيرة، دون تأثير هجومي، كما عادت للتصعيد البحري؛ ما تسبب، الشهر الماضي، في غرق سفينتين يونانيتين، ومقتل 4 بحارة واحتجاز 11 آخرين.

وتقول الجماعة إن هجماتها تستهدف فقط السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بموانيها بصرف النظر عن جنسيتها، بينما يصفها المجتمع الدولي بأنها اعتداءات عشوائية تهدد التجارة العالمية وأمن الملاحة الدولية.

وتعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة الموجة الانتقامية الثالثة عشرة، حيث استهدفت الضربة السابقة في 21 يوليو الماضي ميناء الحديدة، وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس حينها الجماعة بدفع «ثمن باهظ» على غرار الضربات التي طالت طهران.

وخلال الموجات السابقة استهدفت إسرائيل البنى التحتية الاقتصادية التي يعتمد عليها الحوثيون، بما في ذلك مطار صنعاء، ومستودعات وقود، ومصانع أسمنت، ومحطات توليد كهرباء و4 طائرات مدنية.

ويستبعد مراقبون أن تؤدي هذه الضربات إلى إضعاف القدرات الصاروخية للجماعة التي تواصل ربط هجماتها بملف الحرب في غزة، معلنة أن وقفها مرهون بانتهاء العمليات الإسرائيلية هناك.

وفي الوقت الذي تقلل فيه قيادة الحوثيين من أثر الضربات الإسرائيلية في قدراتها، يرى المراقبون أن المتضرر الأول هم السكان المدنيون في مناطق سيطرة الجماعة، حيث تسببت الضربات المتكررة في انقطاع الكهرباء، وتدمير البنية التحتية الأساسية لموانئ الحديدة، وتوقف الرحلات التجارية من مطار صنعاء.