في استعراض جماهيري نادر بمناطق سيطرة الحوثيين، أطلق حزب المؤتمر الشعبي العام جناحه في صنعاء رسالة سياسية قوية عبر موكب تشييع واسع للقيادي البارز وعضو البرلمان زيد أبو علي، الذي توفي بشكل مفاجئ بعد أيام من تصريحات نارية انتقد فيها نفوذ الجماعة الحوثية.
وانطلقت مراسم التشييع من جامع الصالح في العاصمة صنعاء، الذي لا يزال يمثل رمزًا سياسيًا لحزب المؤتمر، رغم محاولات الحوثيين لتغيير اسمه إلى "جامع الشعب". وشارك الآلاف من أنصار الحزب وزعماء قبليين وشخصيات سياسية في التشييع الذي امتد إلى محافظة المحويت، مسقط رأس الفقيد، وسط هتافات وشعارات تؤكد التمسك بالنظام الجمهوري ورفض "الحكم الرجعي".
أبو علي، المعروف بمواقفه المناهضة للحوثيين، كان قد أدلى بتصريحات وصفت بأنها الأجرأ من داخل مناطق سيطرة الجماعة، قال فيها إن "الموت أهون من القبول بحكم رجعي"، وهو ما دفع الكثيرين إلى إعادة تداول كلماته كرسالة رفض جماعية للمشروع الحوثي.
وشهدت مراسم التشييع رفع العلم الوطني على جثمان الفقيد، في إشارة واضحة للتمسك بالجمهورية ورفض الإمامة، فيما اصطف المئات في موكب جنائزي مهيب إلى مديرية الطويلة بمحافظة المحويت، حيث ووري الثرى، قبل أن تُستكمل مجالس العزاء في صنعاء.
الرئيس رشاد العليمي أشاد بمواقف أبو علي الرافضة للمشروع الإمامي، فيما وصفه نائب الرئيس الأسبق علي محسن صالح بالشجاع الصلب، وأشاد رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر بإسهاماته في ترسيخ الحوار والوحدة وخدمة المجتمع. كما نعاه صادق أبو رأس، رئيس مؤتمر صنعاء، مشيدًا بإرثه البرلماني منذ انضمامه لمجلس الشعب التأسيسي عام 1982.
موكب التشييع الذي أظهر الحضور الجماهيري الكبير لأنصار المؤتمر الشعبي، حمل دلالات سياسية عميقة، خاصة في ظل استمرار تصاعد الغضب الشعبي ضد ممارسات الحوثيين، ليبدو وكأنه "صفعة جماهيرية" جديدة للجماعة بعد استعراض مماثل في تشييع القيادي ناجي الجدري قبل أشهر في بني الحارث.