تقرير / خاص:
فى مسيرةٍ طويلةٍ تمتدُ إلى عشرِ سنواتٍ داخلَ قواتِ المقاومةِ الجنوبيةِ كانَ خلاصُها (عبدالرحمنَ الجعري) مثالاً للتفاني والإخلاصِ فى العملِ كعادةِ رجالِ قادةِ الجيوشِ، الذينَ عاهدوا اللهَ على الولاءِ لليمنِ وشعبِها والتضحيةِ والفداءِ فى سبيلِها، وقدْ أظهرَ الرجلُ طوالَ السنواتِ الماضيةِ كفاءةً فى تنفيذِ ما يطلبُ منه من عملٍ عسكريٍ، كنموذجٍ مثاليٍ لرجلٍ متدينٍ ينتمي إلى منهجٍ سلفيٍ. منذُ انضمامهِ لصفوفِ قواتِ العمالقةِ الجنوبيةِ، لاسيما كقائدٍ عامٍ لقواتِ الفرقةِ الخامسةِ، ليبدأَ مسيرةَ عملٍ، وقدْ دعمَ هذه الفرقةَ بخبراتٍ علميةٍ وعمليةٍ، وقدْ نجحَ فى هذه المهمةِ المستحيلةِ، وأثبتَ هو ورجالهُ فى قواتِ العمالقةِ، أن الجنديَ المنتسبَ إلى هذهِ قادرٌ على قهرِ المستحيلِ وتحدي الصعابِ وتحويلِ أي عقباتٍ إلى واقعٍ ملموسٍ وعملٍ حقيقيٍ. رجلٌ يفيضُ بالعطاءِ الإنسانيِ والشجاعةِ والحزمِ، يسعى دائماً لتحقيقِ النجاحِ فكانَ النجاحُ ملازماً له في أعمالِهِ ومبادراتِهِ ومسؤولياتِهِ، وأصبحتِ الفرقةُ الخامسةُ عمالقةُ التي يقودُها بحنكَتِهِ ودهائِهِ من أفضلِ فرقِ العمالقةِ ترتيباً ونظاماً في سيرِ العملِ، بل ويمتلكُ قاعدةَ بياناتٍ لا تمتلكُها أي مؤسسةٍ عسكريةٍ في بلادِنا. ومع ظهورِهِ على الساحةِ وسطوعِ نجمِهِ لعبَ الشيخُ (الجعري) أدواراً كبيرةً في التاريخِ الشبوانيِ والمأربيِ، حيثُ كانَ حاضراً بقوةٍ بتفعيلِ الصلحِ القبليِ بين القبائلِ هناكَ، وجسدَ أروعَ معاني الإنسانيةِ والشهامةِ، وبصماتُهُ في هذا الجانبِ حاضرةٌ بقوةٍ وتعرفُ قبائلُ وأبناءُ عتقٍ وحريبٍ جهودَهُ الخيرةَ في هذا المضمارِ، وسعيهِ الدائمِ لرأبِ الصدعِ ووأدِ الفتنِ والاختلافاتِ والثأراتِ بين القبائلِ. لا ينتظرُ من أحدٍ جزاءً ولا شكوراً على جهودِهِ ومساعيهِ نحو الإصلاحِ المجتمعيِ، وصاحبُ نخوةٍ وفزعةٍ. وكلمةُ حقٍ أسجلُها هنا عن الشيخِ (عبدالرحمنَ الجعري) الذي لا أعتبرُهُ شخصاً واحداً بل هو منظومةٌ من القيمِ الإنسانيةِ العليا على هيئةِ رجلٍ، وأدركُ أنه لا يحبُ أن يمدحَهُ أحدٌ، لكن القاعدةَ الشرعيةَ تقولُ إن من لا يشكرُ الناسَ لا يشكرُ اللهَ.. لذا وجبَ علينا توجيهَ الشكرِ والتقديرِ والثناءِ لهذا الرجلِ الذي جسدَ أسمى القيمِ بين المجتمعِ المدنيِ والحياةِ العسكريةِ، وقلّ نظيرُهُ بين رجالاتِ هذا العصرِ. في الأخيرِ.. أقولُ إن شهادتي في الشيخِ (الجعري) مجروحةٌ، وبديهيٌ أنها لا تزيدهُ شهرةً ولا تكسبُهُ سمعةً أكثرَ من سمعتِهِ الطيبةِ المتداولةِ على كل الألسنِ.. لكن رأيتُ أنه من واجبي أن أشيدَ بهذا الرجلِ الإنسانِ الذي نفتخرُ به بيننا.