الداعية مناف الهتاري يعلّق على تنفيذ حكم الإعدام بحق أب قتل رضيعه في الضالع: “القصاص منع.. لكن التعزير أوجب الإعدام”

علّق الداعية الإسلامي المعروف الدكتور مناف الهتاري على واقعة تنفيذ حكم الإعدام بحق المدعو حاشد علي مثنى الحشطة، الذي أُدين بذبح طفله الرضيع عثمان بطريقة مروعة في محافظة الضالع، يوم الاثنين 14 يوليو 2025م، مؤكداً أن الحكم الصادر لا يُعد قصاصًا شرعيًا، وإنما تعزيرًا مغلّظًا، استند إلى فظاعة الجريمة ومقتضيات المصلحة العامة.

وأوضح الهتاري في تصريح له، أن الشريعة الإسلامية – بحسب ما استقر عليه جمهور الفقهاء – تمنع القصاص بين الوالد وولده، مستندين إلى أن الأب هو سبب وجود الابن، فلا يُهدر دمه بسببه، وهو ما أخذت به المادة (232) من قانون الجرائم والعقوبات اليمني الصادر عام 1994م.

لكن الهتاري أشار إلى أن المادة (38) من القانون ذاته تتيح للقاضي أن يُوقع أشد العقوبات تعزيرًا، بما في ذلك الإعدام، إذا اقتضت الظروف والمصلحة العامة ذلك. وهو ما لجأت إليه المحكمة في هذه الواقعة، نظراً إلى بشاعة الجريمة والصدمة المجتمعية التي تسببت بها.

وأضاف: “ما حدث في الضالع يؤكد أن الشفقة القانونية تجاه رابطة الأبوة لا يمكن أن تكون مبررًا للسكوت عن الجرائم، فحفظ النفس البشرية وكرامتها من أعلى مقاصد الشريعة، وإذا استحال بقاء الجاني حيًّا دون تهديد للمجتمع، فإن التعزير بالإعدام يصبح ضرورة”.

واختتم الهتاري بالتأكيد على أن الإعدام هنا لا يخالف الشريعة، بل يُجسد جانبًا من عدلها الرادع، خاصة في ظل جرائم تهز الضمير الإنساني وتستدعي الحزم حمايةً للمجتمع.